عودان وقيثارة حنان في"بيت الدين": نصير وشربل والرائعة شماميان
حفل الساعة والنصف ساعة في مهرجانات بيت الدين الدولية لليلة ( 23 الجاري): يامال الشام، إمتد لساعتين من الإمتاع الروحي والسمعي مع العوّادين:شربل روحانا (عزفاً وغناء) ونصير شمّة ( ومهاراته كعازف أول) ولينا شماميان (أحد أجمل الأصوات النسائية) في توليفة رعى إنتاجها مهرجان العالم العربي في مونتريال، وتلقفتها بيت الدين بمودة وتقدير كبيرين.
ليلة أنيسة حميمة
أليفة جداً غمرتها أرواحنا بكثير من الرعاية والحب والتواصل حتى التماهي والذوبان في
ذات الفنانين الثلاثة: شريل، نصير ولينا، حيث أخذ كل منهم حقّه في المساحة التي يستأهلها
على الخشبة قبل أن يجمعهم عنوان الليلة الساحرة بالأنغام والعواطف الصادقة والحارة:
يا مال الشام، في الجزء الأخير عندما إنبرى العوّادان في التجويد على صوت بساط الريح،
صوت لينا المدهش جداً جداً، مع تراثيات من بلاد الشام.
البداية كانت مع
الفنان روحانا والخصوصية التي تميّزه كعازف عود خاص جداً وملحن ومغن ومن وقت لآخر كاتب
كلمات الأغاني التي تنتقد الحال العامة في لبنان ودنيا العرب ( يا لالا، وبالعربي)
أو التي تحمل شحنات عاطفية قوية ( لو كنت زائرتي، إلى متى) أو المعزوفات الخاصة ( سيدة
القصر، وصبايا) وتفاعل الحضور بقوة مع الأنغام والأغاني، هو على عوده وخلفه 22 عازفاً
كندياً ولبنانياً و6 كورال،مع المايسترا كاتيا مقدسي وارن.
ثم دخلت علينا المغنية
السورية - الأرمنية لينا شماميان والتي كنا إستعنا مرة واحدة قبلاً إلى غنائها في محترف
آل عساف للنحت في منطقة البصّيل ( جبل لبنان)وغادرت بعدها إلى باريس لإرتباطها بحفلات،
لكننا وفي الوقت الضيق الذي استعنا إليها فيه لم نأخذ الفكرة الكاملة عن موهبتها الخارقة
( هذا التوصيف مقصود) فقد إستمعنا إلى صوتها القادر جداً، والمؤثر جداً، والجميل جداً
في الأعلى كما هو في الطبقة الخفيضة ( بالي معك، آخر العنقود، طلوع الضو، حلالي، شآم،
أول مسافر).
سيد العود الراقي
المقيم في مصرنصير شمّة، إستعرض بتواضع الكبار كامل مهاراته في العزف مع ريشته الصغيرة،
وبدونها ( بياض، على حافة الألم، من الذاكرة، الكرادة، لوكان لي جناح، إشراق) فشنّف
الآسماع، وبلغت النشوة والإبداع في التعاطي مع الأنغام حين ختم الليلة مع زميله شربل
وثالثتهما لينا، لنشهد كوكتيلاً من الفرح غمرنا وما زال.