"قراءات فلسطينية" بصوت "نضال الأشقر" وروح 5 شعراء
تتواصل الذكرى المئوية الأولى للوعد المشؤوم، حاضرة في عشرات الفعاليات السياسية والثقافية والفنية والإجتماعية التي تشهدها بيروت، ومنها ليل الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبرالجاري، حيث أحيت سيدة المسرح اللبناني"نضال الأشقر" على خشبة مسرح المدينة، سهرة ثقافية شعبية مؤثرة، تحت عنوان"جذور عصية الإقتلاع" بتمويل من مؤسسة التعاون، فقدّمت "قراءات فلسطينية" بمشاركة 3 فنانين عازفين"خالد العبد الله(عود وغناء) إبراهيم عقيل(ناي) ومحمد عقيل(دف وغناء)، زرعوا حماسة وإندفاعاً ووطنية شفافة، إلى جانب معرض رسومات في قاعة"نهى الراضي" من وحي المناسبة.
-
الفنانون الأربعة خلال انسجامهم أداء وغناء -
جانب من الحضور -
إمرأة تلتقط صورة لإحدى اللوحات -
الفنانون الأربعة تتوسطهم السيدة نضال الأشقر -
من معرض المناسبة في قاعة"نهى الراضي" -
ملصق الحفل -
"نضال الأشقر" و"خالد العبد الله" وإبراهيم عقيل ومحمد عقيل -
حضور كثيف ملأ صالة مسرح المدينة
ليلة خاصة جداً ميّزها حضور شعبي فلسطيني واسع من الشباب، المنتسبين إلى جمعيات ونواد، جاؤوا للتعبير عن سخطهم وغضبهم من وعد بلفور الذي تسبب في إغتصاب أرضهم، وتشريد أهلهم وجعلهم على مدى عشرات السنين من ناس الشتات، كلهم وضعوا شارة "جذور.." على صدورهم، والغالبية تمددت على أكتافهم الكوفية، أو وضعوا "عصبة رأس" برز فيها علم فلسطين، بدوا في فرح لهذا المشهد الوطني الجامع حيث الكل أبناء الأرض الواحدة التي مازالت كل يوم تُزلزل تحت أقدام الصهاينة مُطلقة وعد التحرير والعودة وإسترجاع الحق الأبدي في الوطن العظيم "فلسطين".
السيدة "نضال" كانت إسماً على مسمّى، صوتها الهادر، قبضتها المرفوعة كما المطرقة تهوي بها على رؤوس المحتلين، وهي تعطي معاني الصور الشعرية التي رسمتها بحنجرة مقاتلة، لمقاطع من قصائد للكبار من أهل القضية( محمود درويش، سميح القاسم، فدوى طوقان، نزار قباني، توفيق زياد)، ويتماهى الشعر هنا مع إخراج مؤثر لصدى الكلمات بحنجرة "نضال" عن النضال وأبطاله، بصوتيْ العازفيْن المغنيين "خالد" صاحب الأداء الذي يدغدغ الأحاسيس، ويوقظ أكثر الصور تأثيراً في مسار القضية وتقلباتها مع الظروف الصعبة التي عاشتها منذ العام 1948 وحتى الراهن من التطورات، و"محمد" الصوت الرجولي الضارب في معنى الأرض والإنسان والحق، والأروع فيهما عندما يرتفع الصوتان في توصيل معنى المواجهة والتحدّي وتخريج صورة المقاوم الصلب من أسطر الشعر بصوت "نضال" وأنغام الموسيقى.
أدمعنا في مواطن كثيرة من محطات ال 70 دقيقة، المسرح كما الصالة، حالة غليان صادقة، المشهد بأكمله دلّ على فلسطين المنتفضة على الدوام على مغتصبيها، مطلقة الوعد تلو الوعد، أنها ممتنعة على المحتلين، تنتظر لحظة النصر الكبير، الذي يعقب إنتصارات المقاومين المتتالية على أكثر من جبهة، تمهيداً للوعد الحق الذي تنتهي فيه شرور الصهيونية وجرائمها وتُمحى فيه هذه القوة المارقة التي يتحطم فيه جبروتها تحت ضربات المقاومين الذين عاهدوا الله عز وجل، كما الأمة جمعاء بأن النصر بات في المدى المنظور.