الإنتحار أو "الموت إهمالاً" هو مصير الجنود الأميركيين السابقين في العراق

شريط قاس جداً وصريح جداً جداً، يقول كل شيء وعن كل شيء، عن مآسي الجنود الأميركيين العائدين من حرب العراق، إلى أهلهم وعائلاتهم في الولايات المتحدة، فيلم "thank you for your service" للمخرج "جايسون هيل" الذي كتب النص عن كتاب لـ "ديفيد فينكل" يعلنها بالفم الملآن أن هؤلاء الجنود نكرة لا يساوون شيئاً في ميزان التقدير الداخلي.

الفيلم جريء فعلاً في طرح قضية هؤلاء الجنود، من خلال ثلاثة نماذج بالغة الإيلام. عاد الثلاثة "آدم"(مايلز تيلر) "بيلي"(جو كول) و"سولو"(بولاه كال) من خدمة تطوعية في العراق، كانوا تعرضوا خلالها لعدد من المخاطر الصعبة، أبرزها عبوة كبيرة إنفجرت تحت آليتهم وتسببت في العديد من الإصابات، وظهر بعض المصابين وقد فقدوا جزءاً من رؤوسهم أو أطرافهم، وهي مشاهد لم يتمكن أي من الثلاثة نسيانها أو تجاوزها، منذ عودتهم إلى الحياة المدنية في محاولة للتكيف مع المجتمع الذي خرجوا منه وبدا صعباً عليهم إستئناف ما كانوا عليه قبل السفر إلى العراق، وبالتالي فإن كل الحيثيات أثبتت إستحالة عملية الدمج للشباب الثلاثة الذين إضطروا مرة للخروج إلى الغابة وإطلاق النار على أي شيء، إرضاء لأحاسيسهم المتبدلة وغير المستقرة.

واحد من الثلاثة خدمته الصدفة ووعي إمرأته ساسكيا (هالاي بينيت) على ضرورة مداراته لكي يعبرا معاً أزمته النفسية ويستطيعان تربية ولديهما، بكثير من الهدوء والروية. إنه "آدم" الذي لم يترك أياً من رفاق الأمس إلا وتحدث إليه، أو قصده في محاولة لترتيب مجتمع خاص يشمل هؤلاء الجنود، لكي يبوحوا لبعضهم بما تُضمره صدورهم، لكن هذا التحرك لم يثمر، وزاد الطين بلّة، أن "آدم" كان يحمل طفله فوق صدره وهو مستلق، وعندما سها قليلاً أفلت الصغير من بين يديه وسقط على الأرض، وتواجه مع زوجته، وكان عليه مقابلة طبيب نفسي إستقبله بعد وقت. أما الثاني "بيلي" فإنه وصل إلى منزله ليجد أن صديقته، رمت أغراضه خارجاً وسلّمت المكان لأصحابه، وفوجئ بأنه وحيد لا أحد إلى جانبه وعندما علم آدم إستقبله في منزله ونام ليلة في ضيافته، وغادر صباح اليوم التالي قاصداً مكان عمل صديقته، وعندما طلبت منه المغادرة شهر مسدسه وإنتحر أمام الجميع برصاصة في الرأس.

الثالث وهو الشاب الملوّن "سولو" فهو يعاني من إهتزاز عصبي، يجعله أحياناً يغيب عن الوعي، أو يرتفع صوته من دون مبرر، ولأنه صاحب حجم كبير فإنه يحطم كل شيء من حوله في لحظات، ولم تتم تلبية طلبه في العودة إلى صفوف الجيش في العراق، ولم يعط موعداً قريباً للكشف على حالته العصبية من قبل المستشفى الخاص بالمحاربين القدامى، وعرف أن صديقته حملت منه، فأصابه عارض عصبي أودى به. الفيلم تكلف 20 مليون دولار، وصوّر في أتلانتا – جورجيا.

اخترنا لك