وجه طفل مشوّه يشع على الشاشة جمالاً وعاطفةً وذكاء
ميلودراما شفافة متناهية الإنسانية في تعاطيها مع موضوع دقيق، لطفل ولد مشوّهاً بفعل خلل في كيمياء جينات الأبوين. فيلم "wonder" للمخرج "ستيفان شبوسكي"(47عاماً) يضيء على الموضوع من خلال القصة التي نشرها "آر.جي.بالاسيو" في حلقات بصحيفة الـ "نيويورك تايمز"، عن قصة الطفل المشوه الوجه "أوغوست لوغان"، ومعاناته النفسية في المجتمع.
-
"أوغي" مع صديقه "جاك ويل" -
ملصق الفيلم -
الطفل جاكوب ترامبلاي -
جوليا روبرتس مع الطفل جاكوب ترامبلاي -
جوليا روبرتس مع الطفل جاكوب ترامبلاي -
الطفل جاكوب ترامبلاي
يولد طفل، وسرعان ما تلفّه الممرضة وتركض به خارج غرفة العمليات مانعة والديه من رؤيته. إنه ولد مشوّه الوجه والسبب الطبي الذي برر هذه النتيجة هو الجينات غير المنسجمة كيميائياً بين أبويه"إيزابيل"(جوليا روبرتس) و"نات"(أوين ويلسون)رغم أن لهما إبنة ولدت قبل "أوغي"(الكندي جاكوب ترامبلاي – 11 عاماً) تدعى "فيا"(إيزابيلا فيدوفيك- 16 عاماً) وهي تتمتع بقدر عال من الجمال. تبدأ المشكلة الحقيقية حين يتقرر إلحاق "أوغي" بمدرسة إبتدائية عادية، وقد عمد والداه إلى تغطية وجهه بخوذة كالتي يستعملها رواد الفضاء في الـ"ناسا"، ينزعها عند مدخل المدرسة، ليكون في مواجهة مع جموع الطلبة ما بين الصف والملعب، لنشهد حالة ميلودرامية قاسية في التعاطي السلبي مع الشكل المشوّه من دون مراعاة مشاعره وخصوصية حالته.
الوالدان لا يتركان حتى التفاصيل الصغيرة في حياة إبنهما إلاّ وتعاطيا معها بدقة مع مراعاة ردة فعل "أوغي" الذي يتمتع بحساسية عالية من الفهم والتحليل. لذا كان يعود كل يوم من المدرسة محبطاً باكياً لا يريد التحدث مع أحد، ولم تتحسن هذه الحال إلاّ عندما وجد صديقاً يدعى "جاك ويل"(نواه جوب) ومن خلاله إنقلبت الصورة المأخوذة عنه، خصوصاً بعدما وقف مدير المدرسة (ماندي باتنكن) موقفاً لصالحه عنما تقدم ذووه بشكوى ضد زميل له يضايقه ويستفزه بالرسائل والرسوم، وواجه المدير ذوي الطالب الجاني رغم أنهما من المساهمين مادياً في ميزانية المدرسة، وأصر على طرده، وتحسنت الحال أكثر إثر الرحلة المدرسية التي شارك "أوغي" فيها، وواجه مع صديقه بعض فتيان السوء، لتتحول الحادثة إلى إحتشاد الرفاق في المدرسة حول "أوغي" مما أوجد لُحمة معهم تحولت سعادة غامرة له.
كل ما سبق لم يعادل الحضن العائلي للطفل المشوّه الوجه والشفّاف القلب. رافق والديه لمشاهدة المسرحية التي تشارك فيها شقيقته "فيا"، وكانت الفرحة عامرة، ثم وفي إحتفال آخر السنة في المدرسة إختير "أوغي" الطالب مع مرتبة الشرف لكل ما قدّمه من سلوك مترفع عن الأنانيات، وإستطاع أن يكون أمثولة للطالب الذكي المتواضع والمثابرالذي يعرف ماذا يريد ويحققة من دون ضوضاء. يلفت كثيراً النص الذي صاغه المخرج "ستيفن شبوسكي" مع "ستيف كونراد"، و"جاك ثورن"، ولعبت الموسيقى دوراً إيجابياً جداً في عملية التأثير الدرامي على مدى وقت الفيلم ساعة و53 دقيقة، بينما الصغير"ترامبلاي" الذي أدهشنا في فيلم "room" كان دهشة الفيلم وميزانه الدقيق.