المخرج "كريم دكروب"لـ "الميادين نت": الصغار يحتاجون إلى جهد أكبر لإقناعهم بأفكارنا
هو فنان الدمى الأول في لبنان وواحد من إختصاصيين عرب قلة أوفياء لهذا الفن الذي لم يعد قصراً على الصغار، وبات الكبار جمهوراً حاضراً ومساهماً في رفع وتيرة الإهتمام بما يحبه الأطفال في مسرح الدمى، وما يطلبونه على الدوام من صُنّاعه. إنه المخرج "كريم دكروب" الذي يرأس جمعية "خيال" للدمى، ويقوم بدوره كأستاذ جامعي يدرّس هذه المادة، إضافة إلى عمله في مجال العلاج النفسي العائلي، الذي يعتبره من ضمن إهتماماته في مجال التواصل مع متطلبات الأطفال وإحتياجات الأهل للتفاهم معهم.
لا ينكر "دكروب" أن مهمته في إنجاز أفكار للأطفال لإمتاعهم وإقناعهم، أصعب من العمل لصالح الكبار الذين لا يحتاجون للجهد الإضافي لتوصيل الأفكار إليهم وجعلهم سعداء. ويعترف في السياق بأنه لا بد من العثور على أفكار جديدة، ورسائل واضحة ومباشرة لكي يرضى الصغار بها، ويشعر بالراحة وهو يتحدث عن الريبرتوار المسرحي الذي أنجزه على مدى أكثر من 20 عاماً (ومنها: ياقمر ضوّي عالناس، يلا ينام مرجان، ألف وردة ووردة، يا دني شتي صيصان..) بكثير من الحماسة، ويشير إلى أن إعادة عرض ما يقارب ال 15 منها بمعدل واحدة أسبوعياً (كل يوم سبت) أمر مرهق لكن كل مسرحية يتم حفظ أكسسواراتها وكل ما يتعلق بها في المستودع مع ترقيم كل القطع التابعة لها بحيث لا يضيع شيء حين الحاجة إليها.
ومن معالم الإبداع في هذا المجال الفني العمل على معرفة ما يريده الصغار، والتخطيط لإبراز كل ما هو مهم في الموضوع الذي يتم تناوله، كاشفاً عن أنه يستمع إلى آراء الأطفال وذويهم في الأعمال التي يقدمها، معترفاً أنه ألغى دمية لم تعجب طفلاً وإستبدلها بأخرى وفق طلب الطفل الذي كان على حق، كما أننا كلما أعدنا عرض مسرحية ولو بعد سنوات نُجري عليها بعض التعديلات التي تتناسب والظرف العام، وقال" يهمنا كثيراً رأي الأطفال فيم سيشاهدونه، نستمع إليهم حين التحضير لعمل ما ، ثم بعد عرضه بحيث نتصالح مع هذا الجمهور الصعب لأن الصغار يحتاجون إلى جهد أكبر لإقناعهم بأفكارنا".
يسافر "كريم دكروب" كثيراً إلى دول أوروبا وغيرها من نواحي العالم، مشاركاً في ورش عمل وندوات وكعضو في لجان التحكيم، ولا يفوته الإطلاع على آخر ما بلغه هذا الفن من رفعة وتأثير في جمهوره ومحيطه.ويرد على عدم إطلاقه أعمالاً جديدة إلى العامل الإنتاجي المكلف، وإلى المناخات العامة السائدة، وقال في حديثه مع "الميادين نت":