"يوم للستات" يحضره الرجال بكثافة

ما إن أعلنت الفنانة "إلهام شاهين" عن مباشرة التحضير لإنتاج فيلم جديد حتى تجنّد زملاؤها للتعاون معها، وكان "يوم للستات"الفيلم الذي كتبته "هناء عطية" وأخرجته "كاملة أبو ذكرى" النموذج الجيد بين بنات جنسها خلف الكاميرا. طاف الشريط على عدة مهرجانات عربية وإقليمية وعاد ببعض الجوائز التي لم نجد لها حيّزاً مقنعاً لا في النص ولا الإخراج ولا التمثيل.

هو واحد من الأفلام التي تحاول رصد النبض الشعبي من خلال تداخل الأنماط المختلفة من الجنسين، مما يولّد إحتكاكات فصدامات تهدد المجتمع وأهله. والكل يدرك المعاناة المصرية من التحرش الجنسي والقوانين التي سُنّت في هذا الإطار لحماية النساء من تجاوز بعض الرجال، لذا تعمد إحدى الحارات المصرية إلى تخصيص يوم للستات يمارسن فيه متعة السباحة من دون إزعاج منعاً لأي تحرش بعد تكاثر الحالات غير المقبولة من شبان ورجال. التجربة لم تنجح إطلاقاً لأن العابثين أنفسهم أغاروا على ملابس السابحات وأخفوها لكي يروا السابحات بالمايوه لكن المسؤولة عنهن (هالة صدقي) أمّنت كمية كبيرة من الملابس البديلة، وخرجن بشكل محترم، فيما نشط بعض الرجال لمعرفة الفاعلين تمهيداً لمعاقبتهم.

تتخلل الأحداث علاقات عاطفية متفرقة بدت خارجة عن السياق المضطرب لأجواء الحارة: بين "إلهام" و"محمود حميدة" والمفاتحة المتأخرة بينهما، وبين "نيللي" والممثل الأردني"إياد نصار" على مستوى معين من الرومانسية، والديو الثالث بين "ناهد السباعي" و"أحمد داود" بين فتاة تعاني قصوراً في تصرفاتها وشاب طيب يريد أن يقترب منها بالحلال. ويتواجه في الشريط الفنانان فاروق الفيشاوي ونجله "أحمد" الذي يؤدي دور أحد المؤمنين المتزمتين الذي لا يكف عن إثارة المشاكل في الحارة من دون طائل. ولا نعتقد أن إستعانة "إلهام" بثلاث سيدات (المخرجة كاملة، الكاتية هناء، ومديرة التصوير نانسي عبد الفتاح) مجرد صدفة، بل هي ممارسة تعيد التوازن إلى حضور الجنسين في كواليس العمل الفني.

نعم للممثل "حميدة" كاريسما حضور مميزة جداً، وكذلك خبرة "هالة" و "إلهام"، ونرفع قبعة ل "نيللي"، ووجدنا "إياد نصار" مقبولاً من دون ملاحظات، وحسناً فعلت "ناهد السياعي" عند تجسيدها دور الفتاة الطيبة جداً، لأنها أجادته، لكن الفيلم يتوه ويصبح جزءاً نمطياً من تركيبة الأفلام الشعبية المصرية، وكنا شاهدنا الفيلم في عرض بالمسرح الصغير- بدار الأوبرا ضمن برمجة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 39 ، وكنا راهنا على المخرجة "كاملة" (صاحبة أفلام :سنة أولى حب، واحد صفر، ملك وكتابة، وللتلفزيون: حكاية بنت إسمها ذات).

 

اخترنا لك