الحضرمي السعودي "أبو أصيل" في ذمة الله
بعد عشرات الأخبار عن وفاة الفنان اليمني الأصل والسعودي الجنسية "أبو بكر سالم الفقيه"، أّعلن رسمياً عن وفاته في أحد مستشفيات ألمانيا التي دأب على العلاج فيها منذ عشر سنوات وحتى لحظة وفاته،وكان آخر ظهور له في حفل العيد الوطني السعودي (24 أيلول/سبتمبر الماضي) بـ "جدة"، حيث حضر على كرسي متحرك ولم يسعفه صوته في أداء آخر أغنياته "يا بلادي وأصلي" فحيّا الجموع وإنسحب.
عرفناه في لقاء بشقته في القاهرة أواسط الثمانينات، حين إستقبل الفنان وليد توفيق لكي يتنازل له عن غناء لحنه "قوللي ميتا شوفك يا كامل وصوفك"، في تلك الجلسة حدّد لـ "وليد" معالم الأغنية بحيث يؤديها كما يجب، وكانت فرصة إستمعنا خلالها إلى الأغنية من كليهما، مضافاً إلى ذلك شدو "أبوأصيل عدداً من ألحانه على عودة في جلسة أنيسة إستمرت 3 ساعات ويزيد قليلاً. وتابعناه لاحقاً في حفلاته ومقابلاته وإسهاماته، لنعرف كمّ الود والإحترام والتقدير الذي يحظى به هذا الرجل جماهيرياً، والذي غنّى من ألحانه فنانون عرب (بينهم: وردة، راغب علامة، طلال المداح، عبد الله الرويشد)، بعدما كان شغل الإذاعة والتلفزيون في عدن بنتاجه الأول، قبل أن يغادر إلى الرياض ويطلق تنويعات يمنية ثم خليجية عرفت سريعاً شهرة واسعة له.
ولد في "تريم" بـ "حضرموت"، عاش متنقلاً (بين جدة والرياض وبيروت والقاهرة ودمشق)وتوفي في ألمانيا. لعبة المنافي لم تكن مزعجة له في فترة الإنتشار الفني، لكنها تحوّلت إلى كابوس بدءاً من العام 2007 حين باتت أسفاره من أجل العلاج في عدد من الدول الأوروبية أولها "ألمانيا". وذاعت له أغنيات كثيرة (24 ساعة، الحلاوة كلها من فين، مجروح، أصيل والله أصيل _ أصيل هو إسم أحد أبنائه من زوجتيه اليمنيتين ويمارس الغناء_ يا ليل هل أشو، أحبّة ربي صنعاء، رسولي قوم، أمان، المحضار، سر حبي فيك، طاب الهناء، شوف لي حل، يا مسافر، ياقمر، يا ورد محلا جمالك بين الورود، مسكين يا ناس، بات سياج الطرف، أمغرّد) إضافة إلى أشعار بالفصحى للشاعر "أبو القاسم الشابي" وأخرى لجدّه "أبو بكر بن شهاب".
الجوائز والتقديرات في حياته أكثر من أن تُحصى، خصوصاً سيف من الذهب الخالص أهداه إياه الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان"، الكاسيت الذهبي من ألمانيا عن أغنيته"24 ساعة"، وسام الفنون اليمني من الدرجة الأولى، وسام الثقافة، تذكار صنعاء، جائزة منظمة اليونسكو، ونشر في بداياته ديواناً شعرياً عنوانه"شاعر قبل الطرب".