"كيدمان" تحمي ولديها وتتجاهل زوجها
منذ فترة والنجمة الأوسترالية (مواليد هونولولو) "نيكول كيدمان" تُحسن خياراتها السينمائية وتظهر للمرة الثانية خلال عام واحد مع زميلها الإيرلندي "كولن فاريل" في فيلمين متتاليين، أول بإدارة المخرجة "صوفيا كوبولا" (the beguiled) وثان بإدارة اليوناني "يورغوس لانتيموس" وعنوانه "the killing of a sacred deer" تؤدي فيه دوراً معقداً تُفاوض فيه من يهدد زوجها بالقتل لكي تحمي ولديها من الأذية.
فيلم تغلّفه هالة من الترقب ودقة ردات الفعل من المشاركين فيه على خلفية حياة الطبيبين الزوجين "آنا ميرفي" (كيدمان) و"ستيفن" (فاريل). ينتقلان من حال الإنسجام العائلي إلى كابوس لا يطاق وراءه الفتى "مارتن" (باري كيغان) الذي يحمل قضية واحدة وهي وفاة والده بسبب خطأ طبي إرتكبه الجرّاح ستيفن في غرفة العمليات سببه أنه أجرى العملية وهو فاقد التركيز بفعل ليلة حمراء قضاها قبل ساعات من موعد العملية. "مارتن" لا يكف عن الإتصال بـ "ستيفن" وإقلاق راحته على مدار الساعة بينما الطبيب يحاول عدم التصدّي له، إلى أن أصر عليه القيام بزيارة إلى منزله لأن والدته الأرملة تريد التحدث إليه في موضوع مهم، وتبين أنها تريد إغواءه إستكمالاً للأفخاخ التي ينصبها الفتى لإذلال الطبيب وجعل حياته غير مستقرة تماماً مثلما حصل له مع وفاة والده.
النص السينمائي الذي صاغه المخرج مع "أفتيموس فيليبو" يركز على ما أحدثه إبن المريض الراحل من قلق وخوف داخل بيت الطبيب، خصوصاً عندما طال أفراد العائلة واحداً واحداً بالأذية، لقد أعطى الإبن الأصغر"بوب" (ساني سولفيك) ما جعله غير قادر على الحركة، صار يمشي زحفاً مستعملاً يديه بدل رجليه من دون القدرة على الوقوف، ثم أغوى الإبنة الشابة "كيم" (رافاي كاسيدي) وباتت لا تفارقه وحين منعها والدها من التواصل مع الفتى عمد الأخير إلى إعتماد الأسلوب نفسه معها فتلاشت كامل قدراتها وباتت مع شقيقها ولدين فاقديْ القدرة على المبادرة والحياة، وزاد في الطين بلّة أن كل محاولات المستشفى الذي يعمل فيه الطبيبان الزوجان لم تُجد لمعرفة أسباب الشلل الذي يعانيه "بوب" و "كيم" وعندها خرجت المشكلة عن سريتها بين "ستيفن" و "مارتن".
الطبيب الجراح فقد أعصابه وقام بإختطاف الفتى وأودعه طبقة سفلية من المنزل، وقيّده بعدما كال له عدة لكمات أحدثت تورماً في وجهه، ووضع لأول مرة زوجته "آن" في صورة القضية مبرراً عدم إطلاعها على التفاصيل قبلاً بأنه حاول عدم إزعاجها لأنه تصور بأنه قادر على علاج الموقف يعيداً عن الشوشرة. تدخلت "آن" في غياب "ستيفن" وأخذت عهداً من "مارتن" بوقف كل أذية بحق ولديها، تاركة له قراراً شخصياً بحق زوجها. وهنا يتوقف الشريط عن الكلام المباح.لنترك الشريط وأحداثه من دون أن ننسى قدرة الممثل الشاب "باري كيغان" على تجسيد دوره بقوة وعفوية.