المسرحية شاهدناها في بيروت قبل إدخال عنصري الموسيقى واللوحات الراقصة عليها في العروض البعلبكية. روح جديدة بُعثت في أوصالها مع الأنغام التي تغلغلت في ثناياها، فإذا لكل موقف ضربة موسيقية واحدة أو أكثر بما يتلاءم مع فحوى المشهد بحيث بدا المناخ وكأننا أمام موسيقى تصويرية للعمل أعطته دفعاً وتميزاً وحتى معنىً أعمق، خصوصاً وأن الصورة العامة وطنية بإمتياز وتحتاج إلى سند يدعمها لكي تصل بكل قيمتها إلى عموم الناس، وزادت اللوحات الراقصة من تفاعل الحضور مع المشهدية التي تقاطعت مع المشاهد التمثيلية وما فيها من إفيهات ورسائل ذات طابع إنساني وطني متصاعد أودعها الفنان "خباز" حجارة القلعة وكأنه يضعها في صورة لبنان اليوم علّ الصورة تتبدّل إلى الإيجاب بما يحفظ البلد وأهله من الشرور.
ثلاث جبهات فُتحت في حضن باخوس، أولى موسيقية بقيادة المايسترو "بعلبكي" حيث حركة العازفين ويقظتهم جعلت من الأداء مادة مثالية في كيفية صياغة حضور موسيقي حي مع دقة لا متناهية في ضبط الإيقاعات بما ينسجم مع المشاهد مع صوت معبر وجميل لـ "لينا فرح"، وثانية للفنان خباز مبدع اللعبة بأكملها، دينامو بكل ما للكلمة من معنى، فتتشكّل عناصر المشهد وتتفاعل معه وأمامه، وتكون له اليد الطولى في إثارة وتصعيد اللعبة المسرحية حتى تبلغ أقصى ما تستطيعه، مع إعطاء فريقه فرداً فرداً فرصة قول مونولوغ مستقل داعم لشروط اللعبة. وثالثة لفرقة مجد بعلبك الفولكلورية في الصف الأمامي عند أقرب نقطة إلى مقدمة المنصّة، يميزها همّة لافتة للراقصين، أزياء جميلة مع تشكيل راقص يصل حنايا الروح ويستقر فيها، مضافاً إلى كل هذا خيار الموسيقى الملائمة.
ليلتا "إلاّ إذا .. the musical" أعطت المهرجانات هذا العام طابعاً مغايراً من كل النواحي، وإحتلت المسرحية التي أضحكت كما أدمعت الناس مكان الصدارة بين كل ما قُدّم في برمجة بعلبك 2018، ومع وجود عروض لتقديمها في بلاد الإغتراب، فإن الفنان "خباز" سيقدم عملاً جديداً في الموسم المقبل على عادته، يتواكب مع توقيع كتاب عنه في حفل يقام في مسرحه.