السينما تستعيد القرش المتوحش بعد 43 عاماً على الأول

بدءاً من العاشر من آب/ أغسطس الجاري باشرت الصالات الأميركية عرض الجزء الـعشرين من سلسلة القرش المتوحش "jaws"، التي كان بدأها المخرج "ستيفن سبيلبيرغ" عام 1975 (مع روي شايدر، وروبرت شاو)، وقبل ثلاث سنوات أنجز الروسيان "سيرغي أ، و"إيفان ياكوفيديش" شريطاً بعنوان "jaws 19"، وها نحن اليوم مع عودة السلسلة بالرقم 20 إلى الواجهة مع "the meg" للمخرج الأميركي "جون تورتلتوب" (55 عاماً) وفيه قرش بحجم الديناصور وربما أكبر يعيش على عمق 11 ألف متر أسفل بحر تايلاند.

لكن للحق تابعنا فيلماً فائق القدرة على تأمين أجواء الترقب والحذر والإندفاع طوال 113 دقيقة من الجذب والإبهار المشهدي من خلال مشاهد أُخذت في بحر نيوزيلاندا (خليج هوراكي) بميزانية تعدّت الـ 150 مليون دولار، وكان خيار نجم الحركة الإنكليزي "جايسون ستاثام" لدورالغطّاس المحترف "جوناس تايلور" موفقاً جداً، إلى جانب شخصيات تمثيلية آسيوية (بينغ بينغ لي، ونستون تشاو، شويا صوفيا كاين) خصوصاً "بينغ" التي ملأت الشاشة سحراً كما كانت على قدر الدور كممثلة متمكنة، مع الممثلين (راين ويلسون، كليف كيرتيس، روبي روز) وأجواء تدور في أبعد المحيطات وأعمقها حيث عاش الجميع رعباً من وجود القرش العملاق (في حجم الديناصور، أو كينغ كونغ) على عمق 11 ألف متر عن سطح البحر وهو يبتلع كل من يقترب من نطاق عزلته في لحظات.

إذن الموضوع يتمحور حول كيفية إستدراج هذا الوحش إلى سطح الماء للقضاء عليه، وقد أفلحت سفينة البحث التي يملكها ويشرف على أبحاثها "زهانغ" (ونستون شاو) ومعه إبنته "بيغ" خبيرة الغوص، في إستقدم الغواص الوحيد القادر على النزول إلى عمق الـ 11 ألفاً بواسطة مركبة غوص ومن ثم العودة سالماً إلى سطح المياه بحنكته وجرأته، معتمداً على حراك في المياه القريبة من القرش، لإستفزازه وجعله ينطلق بسرعة كبيرة لإلتهام الطريدة المفترض أنها دخلت مياهه الإقليمية، ووصل الأمر حد أنه كاد يبتلع "جوناس" مع مركبته المجهزة لتحمّل أقسى ضغط ممكن، وهي حالة واجهتها "بينغ" عندما أصرّت على المحاولة نفسها، ولولا تدخل "جوناس في الوقت المناسب لخسرت حياتها، وبدا بطلنا الوحيد القادر على المواجهة والنجاة.

   السيناريو الذي صاغه ثلاثة كتاب (دين جيورغاريس، جون هوبر، وإيرك هوبر)إستند إلى كتاب بعنوان "meg" لـ "ستيف ألتن"، و"ميغ" هي الطفلة "شويا صوفيا كاي" التي كانت أول من شاهد القرش وجهاً لوجه من خلف الزجاج الشفاف داخل سفينة الأبحاث لجدّها، قبل أن تنجح طوافات حربية في التدخل لقصف هذا الوحش البحري ومنعه من إبتلاع فريق السفينة التي دمّرها بضربة واحدة، وبينما كان البحارة يحتفلون بالقضاء عليه إهتزت المنطقة البحرية بقرش من الحجم نفسه إرتفع إلى مستوى السفينة التي تحمل رديفه وأسقطه في المياه هنا تدخل "جوناس" بخنجر كبير مسمّم وطعنه في رقبته من الخلف، بينما عاجلة بسهم حديدي في عينه، مما أفقده توازنه وسقط من دون حراك على صفحة المياه.