وفاة الملحن التونسي محمد إدريس في الأراضي المقدسة
خسر الوسط الفني التونسي الملحن المخضرم محمد إدريس" عن 80 عاماً، الذي وافته المنية في مشعر "منى" حيث كان يؤدّي فريضة الحج، وأعلن نجله "أمين" أن والده سيدفن في الديار المقدسة، بعدما داهمته نوبة قلبية مفاجئة لم ينج منها، والراحل من الفنانين الذين عرفوا ذيوعاً لألحانهم في المناطق البعيدة عن العاصمة وتحديداً في صفاقس، قبل أن ينتقل صدى ألحانه إلى العاصمة وتغني له الفنانة "صوفيا صادق".
الراحل هو غير الكاتب والممثل والمخرج التونسي الكبير محمد إدريس (74 عاماً) المعروف على نطاق واسع عربياً وإقليمياً. لكن المُشتغل بالأنغام إجتهد في حياته موسيقياً وأوجد لنفسه مكانة خاصة ومحترمة في مجال الإسهام بألحان متميزة في الصورة الكاملة للإنتاج التونسي. وبدت المادة النغمية وثيقة الصلة بالتراث من خلال ما كانت تبرمجه إذاعة صفاقس التي رأس دائرة الموسيقى فيها في الـ 15 عاماً الأخيرة فأسبغ عليها صورة راقية من المناخ النغمي الذي يستند إلى الموروث، وكل الوافد من خلاصة الفن الملتزم والنظيف من أي شوائب.
إضافة إلى مؤلفاته من المقطوعات الموسيقية اللافتة في مناسبات عدة، وضع "إدريس" عدداً من الألحان لقصائد غنائية شدت بها أصوات عديدة وكانت مختلفة عن السائد على الساحة المحلية، لـ (صوفية صادق، إبتسام الرباعي، محمد بن عمر، جمال الشابي، علياء بلعيد، وآمنة فاخر) كما كانت له محاضرات ودروس في مجال الموسيقى مع نقاشات مستفيضة عرفها جمهور الشباب في صفاقس، وإستفادوا منها في فهم ما خفي عنهم من التاريخ الموسيقي العربي، وأضاف عليها من ثقافته وخبرته في عدد من الدول عبر التظاهرات الفنية المختلفة.