عائلة سحرة توقظ الموتى وتعيش مع الأشباح
يتصدر فيلم "THE HOUSE WITH A CLOCK IN ITS WALLS" للمخرج الأميركي "إيلي روث" (46 عاماً) الإيرادات السينمائية العالمية منذ بدء عروضه العالمية في 25 أيلول/سبتمبر الجاري، بفضل مناخ الفانتازيا العارم الذي يُضفي عليه هالة من السحر المشهدي إنطلاقاً من كون محور الرواية أجواء متداخلة من الخيال والحقيقة في آن، يكون فيها المشاهد مشاركاً فعلياً في صناعة الفعل المتجدد على الشاشة بالصوت والصورة.
يستند الشريط إلى نص "إيريك كريبكي" (إستناداً إلى كتاب لـ جون بيلليرز) المساهم الرئيسي في إنتاج العمل مع "جيمس فاندربلت"، مع إنتاج مشهدي مكثف وشفاف إشتغل عليه فريقان من خبراء المؤثرات الخاصة والمشهدية بقيادة "راسل تيريل" و"جان فرنسوا فيرلاند" لتغدو الصورة على مدى 104 دقائق مضيئة متلألئة وجاذبة، مع تقنية سلسة في التصوير لهذا النوع من الأفلام التي يختلط فيها الواقعي بالمتخيل، مع "روجر ستوفرز، والباقي تولاه الممثلون خصوصاً الذين يؤدّون الأدوار الرئيسية "جاك بلاك" (في شخصية جوناثان بارنافلت) "كايت بلانشيت" (فلورانس زيمرمان) والفتى "لويس" (أوين فاكارو) هنا يحضر الكاستنغ الرائع في جمع هذه الوجوه مع الطاقة التي تميز كلاً منهم على حدة، وإذا كنا نختار "فاكارو"نجماً للفيلم فلأن قيمة وقدرات الآخريْن معروفة ومقدّرة وكانت في السياق فاعلة ومبدعة.
الأحداث تركّز على الصغير "لويس" الذي خسر والديه ولم يبق له إلاّ خاله "جوناثان" الذي يعيش مع "فلورانس" رغم كرههما الشديد لبعضهما البعض بحيث لا يقولان كلمة طيبة واحدهما للآخر أبداً، لكنهما يمارسان السحر على أنواعه على مدار الوقت، وهي مهمة يشتغلان على تعليمها لـ "لويس" الذي سرعان ما يستوعب اللعبة لكنه يكون ضعيفاً أمام شبح والدته التي تزوره وتطلب منه الدخول إلى الغرفة السرية التي منعه من الدخول إليها خاله، حيث وجد كتاب تحضير الأرواح وتُوجهه لإيقاظ الرجل الشرير "إسحق إيزارد" (كيل ماكلاشلان)، ولم يكن يدري أن شبح والدته (لورنزا إيزو) إنما هو "إيزارد" نفسه الذي يرغب بالعودة إلى الحياة لكي يثأر من كل من عملوا على إنهاء حياته بطريقة مأساوية وغريبة، ولأن كل هذا حدث بمعزل عن معرفة الخال كانت المواجهة أصعب مع رموز الشر التي إستُنفرت وكان على الجميع مواجهتها بأقصى قوة.
يتعاون الثلاثة معاً لصد ما حصل من تبعات سلبية بعدما صارح "لويس" خاله بما جعله يُقدم على إقتحام الغرفة، وتم تدارك الواقعة وخوض مواجهة مع رموز شريرة عديدة هددت حياة الجميع، وسط مشهدية ملتهبة بإضاءة مبهرة ومبهجة مع تفاعلات بالغة التأثير كونها سريعة وشفافة ومتقلبة بما يمنع الملل والقنوط عن نفوس المشاهدين.