"أيام العجب" لـ "الراحل الكبير" هي التي نعيش تداعياتها حالياً
تغيب عن خشباتنا ردود الفعل التي تمثّل الناس الغاضبين من تردّي الأوضاع السياسية والمعيشية والعامة إلاّ من عملين، أول تناولنا حيثياته مؤخراً "ما فينا ندفع ما رح ندفع" للمخرجة "لينا أبيض" والثاني موسيقي غنائي منتقد وساخر لفرقة "الراحل الكبير" بعنوان "أيام العجب" إفتتح عروضه في التاسع من كانون الثاني/ يناير الجاري على خشبة "مترو المدينة" وهو يُعرض ليل كل أربعاء حتى 13 شباط/فبراير المقبل.
العودة شكّلت أول عرض للفرقة منذ عامين، أعقبت حادثة رحيل "عماد حشيشو" أحد أعضاء الفرقة (المؤلفة اليوم من: خالد صبيح على البيانو، عبد قبيسي - بزق، علي الحوت وأحمد الخطيب – إيقاع، سماح أبو المنى- أكورديون، وساندي شمعون- مغنية)، وجولة حفلات شملت: فرنسا، هولندا، النروج، سويسرا. وتختصر الفرقة أسلوب أغنياتها بأنه معجون بالسخرية وتتناول ظواهر التسلّق السياسي واللجوء والرغبة في الهجرة والإضطرابات النفسية وقصص الحب المنتهية الصلاحية وبعض العبث والفوضى، والحقيقة أننا وقد واكبناها لأول مرة، شعرنا بكثير من الود والتأييد ووجدنا أفرادها جيدين عزفاً وغناء مع خفة ظل، وطواعية في عرض المواقف السلبية من الأوضاع الحاضرة، بسلاسة وعفوية وإبتسامة بإستثناء الوجه القاسي على حميمية لافتة لعازف الإيقاع "أحمد الخطيب" كان بدأها في عرض "كاس ومتراس" (فصل جديد منها مع بديع أبو شقرا قريباً).
الأغنيات تراوحت بين عدة أنماط وقوة فاعلية لتتقدم نماذج الشيخ "إمام" (الأخلاق)، و"فؤاد حداد" (أهيم شوقاً)، "عمر الخيام" (صوت الكلام)، "مصطفى إبراهيم" (الجدعنة)، "سميح القاسم" (يا أبانا)، الشيخ "أحمد صدقية" (فؤادي تلوّع)، وكانت أبرز الأغنيات ما قُدّم تحت عنوان "نشيد الطفل المعجزة" (يا حلاوتك وإنت بتدّي الناس دروس في أصول الفهم، سلامتها الست الوالدة وهيه شايفة فيك الطول والعلم، قللي ولا تخبيش يا زين عمرك عشت يومين في الدين، طول عمرك خايب عايب غايب قوللي طلعت منين، أنا شفت كلام الفاضح فيه دعوسة بين الرجلين، لا أنا حمل بوليس وتعالى وروح وإقفل الفايس بوك شهرين، روح قول لعمك روح قوللو ياعمي الراحل جاني وأنا أهرب منو فين) كما إستمعنا إلى أغنيات (يا حلوة باين، آه يا قفا، موعد مع السفير، رحت الحكيم، و نشر الأواعي عالسريع بعد الغسيل مش مستحب).
سهرة أنيسة ومتجانسة في موضوعاتها ونسبة السخرية في أجوائها مع تماه وإنسجام بين النصف دزينة مشاركين، خمسة منهم لكل واحد جديلة من المغنية "ساندي" إلى 4 شباب من العازفين، والإستثناء الوحيد بينهم هو "خالد صبيح" الحليق الرأس تماماً ربما لتمييزه عن فريقه، مع شحنة متقدمة من الظُرف وبعبارات مختصرة وسريعة لا تدع مجالاً لأخذ ورد طويلين سواء من زملائه أو من الصالة.