100 فنان إعترفوا بالتحرش أو برروه في هوليوود

إفتتح مهرجان ميامي السينمائي فعالياته بأول شريط هوليوودي يتناول قضية التحرش الجنسي لعموم العاملين أمام وخلف الكاميرا من الفنانين والفنيين. "this changes everything" (هذا يغيّر كل شيء) للمخرج "توم دوناهو" الذي أجرى لقاءات مع مئة فنانة وفنان، إعترفوا بوجود تحرش وبعضهم إعتبر أن بعض الغزل لا يبلغ مستوى التحرش، فيما إعتبرت فنانات عديدات أن بعض الملاطفة من الرجال مطلوب وهو يُسعد المرأة.

الفيلم وعلى مدى 97 دقيقة تناول القضية من دون التحدث إلى بطلها المنتج الأميركي "هارفي واينستين"، وتجاوبت معه شخصيات نجومية وازنة، نذكر منها (ميريل سيريب، شارون ستون، كلويه غرايس موريتز، ناتالي بورتمان، جيليان أندرسون، كايت بلانشيت، زو سالدانا، جيسيكا شاستاين، ماريزا توماي، تاراجي .بي. هانسون، تيفاني هاديش، رشيدة جونز، ريز ويذرسبون، روزاريو داوسون، ماري لويز باركر،هيثر غراهام، ساندرا أوه، المخرجة ميرا ناير،جينا ديفيس، وروبن رايت) وكان عدد الفنانين الرجال قليلاً ومنهم (آلان ألدا، وبول فيغ)، وأعلن المخرج "دوناهو" أن أحداً ممن تم إستصراحهم أمام الكاميرا لم يرفض الكلام ثم غيّر رأيه، بل كل من تم الإتصال بهم وافقوا فوراً وحددوا موعداً للتصوير.

الشريط الذي عُرض لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، يُعتبر أول وثيقة حية ترصد ردة فعل أكبر شريحة من فناني هوليوود على السؤال الموحد لكل منهم "هل تعرضت للتحرش"، وبدا عدد غير قليل منهم على رأي الفرنسية العالمية "كاترين دونوف" التي أعلنت بجرأة "إن المرأة تحتاج لمن يلامس عاطفتها الخاصة بكلمات تدغدغها عن رقتها وجمالها، وليس كل غزل تحرشاً". وكانت "ميريل ستريب" علّقت على ما أثير على نطاق واسع وبدأ يُزعج هوليوود حول التحرش فقالت ببرود "تأخرتم في إثارة الموضوع وهو ليس بالضخامة والخطورة التي بدت عليها"، أما "شارون ستون" فسبق لها وإعترضت على إثارة مثل هذا الموضوع في مهنة كلها تمثيل ولقاءات وسهرات وإعترافات وما شابه، معتبرة أن الواقع يختلط بالتمثيل وتصبح الصورة مشوشة.

الواضح من السياق أن ليس هناك إجماع على توصيف الوضع القائم في عاصمة السينما العالمية بالسيء في المجال الأخلاقي، فهوليوود تعج بالتناقضات وتختلط المهنية بالبزنس والعلاقات المفتوحة على إحتمالات متناقضة، بما لا يدع مجالاً لحسم الأمور حتى في المسائل العاطفية الأخلاقية في بلاد التحرر الزائد ومدينة توصف بكل المسمّيات السلبية فيما خصّ الفلتان الإجتماعي، لكنها في كل حال المصدر الأول للأفلام التي تملأ أيامنا بكل متناقضات الحياة.