"بعقلين" تستكمل صورتها الثقافية: مسرح وطني بعد المكتبة

بعد 5 سنوات من الجهد المتواصل والعمل الميداني الدؤوب أضافت "بعقلين" إلى مكتبتها الوطنية، مسرحاً عصرياً رحباً يتسع لـ 400 شخص، مع قاعة أخرى أصغر منها وملحقات من كل إحتياجات الخشبات الحديثة وتوابعها، في إحتضان رسمي نموذجي من وزارتي الأشغال العامة والثقافة مع ميزانية 5 مليارات ليرة لبنانية، وظّفت للتجهيز الكامل، بعدما كان السيد وليد جنبلاط قدّم المبنى الذي يضم الصرحيْن.

المشروع الكبير إفتتح مساء 15 آذار/مارس وسط حشد من الحضور تقدّمه النائب "تيمور جنبلاط" ووزير الثقافة الدكتور "محمد داوود"، وممثل لوزير الأشغال "يوسف فنيانوس"، وجانب من الشخصيات، وكان التنظيم لافتاً إلى حين بدء الإحتفال حيث حصل تدفق لعشرات الراغبين في المشاركة من دون شعور الموجودين بأي فوضى، وكان نجم مدير مكتبة بعقلين الوطنية السيد "غازي صعب" ساطعاً من خلال كلمته التي شرحت بالتفصيل حيثيات العمل المضني على التحضيرات وجوانب المتابعات حتى بلوغ مرحلة التمويل والتنفيذ وصولاً إلى الإنجاز الكبير الذي رآه الجميع صرحاً رائعاً توفرت له كل مقومات العصرنة، لينضم إلى الصرح الآخر "المكتبة" التي تضم 150 ألف كتاب، أعارت منها مجاناً 17 ألفاً وأضافت إلى المتوفر لديها 6 آلاف كتاب العام الماضي، وبعد شهادات في إدارته الرشيدة للمكتبة وإعتبارها لبنانية عامة وليس للجبل فقط، تسلّم درعاً تقديرية من بلدية بعقلين تثمّن جهده.

وبعد الكلمات كان دور للترفيه الراقي فكان عزف فردي وجماعي، وقدّمت فرقة كورال الفيحاء – فرع بعقلين وصلة غناء بقيادة المايسترو "باركيف تسلاكيان" شارك فيها 60 شابة وشاباً مع أغنيتين لـ "زكي ناصيف" (حلوي ويا نيالها، وطلوا إحبابنا) وواحدة للأخوين فليفل (موطني)، وحتى تكون الصورة واضحة للمستقبل القريب للمسرح تم الإعلان عن برمجة يتم تحضيرها تُعنى بجدولة العروض التي سيستقبلها على مدار العام، وأخذنا فكرة ميدانية في مشهد من مسرحية جديدة ستقدم قريباً جداً بعد إستكمال التمارين عليها من الفرقة بما يعني أن هذه الخشبة الوليدة لن تكون للمنظرة والتباهي فقط، بل هي فعل حضور ودور ثقافي مركزي مهم مفتوح لكل اللبنانيين أن يقدموا ما يرونه حاجة للبلاد والعباد في آن.

مسرح جديد في منطقة لبنانية بعيداً عن العاصمة، تفسح في المجال أمام نشاطات فنية وثقافية مختلفة، وتعطي إنطباعاً عن توسع دائرة الإهتمام بروافد الإبداع في المناطق تعزيزاً للثقافة في الريف حيث تحولت القرى إلى مدن تتوفر فيها كل مقومات الحياة العصرية كصورة مصغرة عن بيروت.