"ديغول" و"تشرشل" يتواجهان في بيروت
إثنان من أبرز الشخصيات الأوروبية العالمية في الحرب الثانية أسهما مع "ستالين" في هزيمة "هتلر"، يتواجهان في بيروت. نعم الزعيمان الفرنسي "شارل ديغول"، والإنكليزي "ونستون تشرشل" إحتلاّ خشبة مسرح "مونو" بوسط العاصمة، كبطلين لمسرحية "meilleurs allies" إخراج "جان كلود إيديه"، عن نص لـ"هيرفيه بينتيغات"، ويلعب الدورين الرئيسيين (باسكال راكان، وميشال دو وارزيه).
-
"تشرشل" (راكان) -
الجنرال "ديغول" والسير "تشرشل" في الأربعينات -
"ديغول" (دو وارزيه) -
في مكتب "تشرشل" -
الزعيمان وعلامة النصر
الفنانة "جوزيان بولس" تدأب في العروض المسرحية التي تتبناها من وقت لآخرعلى إختيار الأعمال الوازنة فنياً، والمسرحية التي شاهدناها أكدت على هذا التوجه بشكل حاسم خصوصاً وأنها تأتي مباشرة بعد العمل الرائع الذي وقعه الكاتب "إسكندر نجار" بعنوان "مسيو بشارة" (لعب الشخصية ببراعة طوني بالابان)، فقد كان الممثلان الفرنسيان "باسكال راكان" (في دور ديغول) و "ميشال دووارزيه" (تشرشل) في غاية النبل من خلال حوار متقدم في العلاقة بين "تشرشل" الرجل المنتصر في الحرب الثانية بصموده وعدم إستسلامه أمام زحف الجيش النازي وتحوله زعيماً لبريطانيا ، و"ديغول" الجنرال الذي قاد المقاومة الفرنسية السرية لطرد الألمان من فرنسا، معتمداً على دعم "تشرشل" فقدم له مكاناً آمناً لقيادة المقاومة من لندن، وحين لم يعترف الحلفاء بالرجل كقائد فعلي قلب "ديغول" المعادلة حين زوّد الحلفاء من خلال رجاله في الداخل الفرنسي، بكل ما يحتاجونه عن القوات الألمانية في فرنسا تمهيداً لعملية الإنزال الكبير عند شواطىء النورماندي فتغيرت النظرة إليه بالكامل.
هذه التطورات وسواها من المواقف التي حكمت العلاقة بين الرجلين ومن خلالهما بين البلدين بريطانيا وفرنسا، كانت مثار نقاش طويل جرى بينهما في مكتب "تشرشل" في لندن، عبر أكثر من لقاء وبمصارحة تامة، دفعت "ديغول" للقول في إحدى المرات "إن في فرنسا 29 مليون فرنسي _ عدد سكان فرنسا في أواسط الأربعينات- يطمحون لشغل منصب رئيس جمهورية". وبدا الرجلان في المسرحية وقد رفعا الكلفة بينهما، وظهر الجنرال "ديغول" أقرب إلى جنتلمان له مركزه وحيثياته، أمام "تشرشل" العفوي، والذكي، فبدا قادراً على بلوغ غايته بأسهل الوسائل الشفافة، ومن جملة الأجواء عدم مجاراة الجنرال لصديقه الإنكليزي ولو ببعض الدبلوماسية.
"أفضل العلاقات" إستذكرت جانباً مضيئاً من التاريخ غير البعيد لأوروبا، وأضاءت على علاقة متينة وإستراتيجية بين زعيمين من القارة خرج بلداهما مدمّرين لكن منتصرين من الحرب الطاحنة التي عرفها العالم.