كلب أميركي أسهم في إنتصار الفرنسيين على الألمان في الحرب الأولى
العنوان ليس تفكهة أو تحاملاً لكنه حقيقي ويستند إلى وقائع وحيثيات حصلت في العام 1918 مع كلب قطع المسافة من أميركا إلى فرنسا ليكون إلى جانب صديقه العريف الأميركي "روبرت كونروي" (صوت لوغان ليرمان)، وتحول إلى عنصر فاعل على الجبهة ضد الألمان ومارس دوراً إيجابياً في حماية الجنود الفرنسيين والأميركيين من الغاز الألماني السام الذي أُعلن عنه خلال إحتدام المعارك.
الأحداث الميدانية يرصدها الشريط الكرتوني "sgt stubby: an American hero" للمخرج "ريتشارد لامي" عن نص له مع "مايك ستوكي" في 84 دقيقة تكلفت 25 مليون دولار، إستخدمت فيه تقنيات عديدة سمحت بتصوير معارك ومواجهات قاسية وسط أجواء مقنعة من التعاطي الميداني مع حيثيات دقيقة حصلت في الحرب العالمية الأولى وظهور الكلب الحقيقي المعني بالقصة "ستابي" في صورة خاصة له نهاية الشريط، فها هو "ستابي" يبدأ غريباً على إحدى فرق الجيش الأميركي، وإذا به يُستقبل بحفاوة بعدما أثبت جدارة وديناميكية في اللحاق بعناصر الفرقة باحثاً عن أنجع السبل لحمايتهم من القصف، والغاز السام مساهماً في تأمين أنجع الأجواء لعموم المقاتلين كي لا يتعرضوا للرصاص والقذائف الألمانية.
مآثر "ستابي" باتت حديث ضباط الوحدات والقادة على الجبهات الرئيسية، مما إستدعى تكريماً لم يحظ به حيوان قبله، لقد مُنح شارة رقيب في الجيش الأميركي، بما يعني أنه أرفع رتبة من صديقه "روبرت" الذي يحمل رتبة عريف، وبات يتنقل بثقة أكبر، يراقب، يعطي ملاحظات عبر نباح خاص يعني الإنتباه، وفعل هذا الشيء لا ذاك، ويتولّى إيقاظ الجنود في موعد محدد، ويعمل على تذكيرهم بواجباتهم حتى لا يتعرضوا للمساءلة، وقام مدنيو إحدى القرى الفرنسية القريبة من الجبهة بتكريم "ستابي" الذي دار في شوارع البلدة حاملاً قناعاً واقياً من الغازات السامة ففهموا أنه يحذرهم من خطر داهم عليهم، وراح يمشي بتباه بين القرويين سعيداً بالحفاوة التي حظي بها.
الشريط شارك فيه النجمان الفرنسي "جيرار ديبارديو" (أصبح مواطناً روسياً منذ سنوات)، والإنكليزية "هيلينا بونهام كارتر" بالصوت مما أعطى وزناً إضافياً للفيلم الذي يحمل قضية أكبر من أي شريط كرتوني، في مزيج من التاريخ والمجتمع والحس الإنساني.