فتىً يشهد بثبات إنهيار زواج والديه

فزنا بشريط إجتماعي أميركي مؤثر تميّز بين عروض "أسبوع النقاد" إحدى تظاهرات الدورة الأخيرة لـ "مهرجان كان السينمائي الدولي"، عنوانه "wildlife" أول إخراج للممثل "بول دانو" (34 عاماً) وكان من بين العروض المستعادة للتظاهرة في بيروت، في رواية حقيقية حصلت وقائعها في الستينات وتسببت في إنهيار عائلة عاشت حياة طبيعية حتى خروج الزوج من منزله تاركاً زوجته مع وحيدهما من دون مال.

محور الإهتمام في الشريط الإبن ويلعب دوره الممثل الأوسترالي الشاب "إد أوكسنبولد" (17 عاماً) في شخصية الفتى "جو" الذي يعيش في الستينات مع أبوين عاديين متفاهمين إلى حد بعيد، الأم الشابة "جانيت" (الإنكليزية كاري موليغان - 33 عاماً) تقوم بكثير من الأمور في المنزل، بينما "جيري برنسون" الأب (يلعب دوره الممثل الأميركي جاك غيللنهال- 36 عاماً) عاطل عن العمل ولا يعنيه وجود فرصة هنا أو هناك لجني المال، فهو لا يعجبه شيء، ويُفضّل الكسل والراحة على الإلنزام في عمل ما. يشعر الفتى بضرورة المبادرة فيتدبر لنفسه عملاً في أحد محال التصوير الفوتوغرافي لتأمين مساهمة مالية ولو كانت متواضعة في ميزانية البيت الذي يعاني من عدم توفر أي مال لصرفه على الحاجيات الخاصة في مجال التغذية على الأقل. وبعد كثرة إلحاح وجد "جيري" باباً للعمل في مجال مكافحة الحرائق التي تلتهم الغابات في منطقة بعيدة، وعندما فاتح زوجته بالأمر جُنّ جنونها ولم تُصدّق أنه سيغادر ولمدة غير محددة تاركاً إياها مع فتىً من دون أي ميزانية، لكنه لم يرتدع وغادر، مما إضطرها في اليوم التالي لتدبر عمل كمدربة سباحة في ناد قريب يملكه "وارين ميلر" (بيل كامب) الثري الذي يعيش وحيداً، وكانت فرصة سانحة لأن تتقرب منه وتصبح لقاءاتهما بوجود وغياب الإبن كثيرة، وكانت ردات فعل الفتى بالغة التعبير عن دهشته من جرأة أمه في مواصلة علاقتها مع "وارين"، وحصل أن "جيري" وصل فجأة إلى منزله ليجد إستقبالاً فاتراً من "جانيت" التي لم تنتظر كثيراً حتى أطلعته على رغبتها في الإنفصال عنه، ورد بعصبية وظل يسأل عن الرجل الآخر حتى عرف من يكون. يندفع الزوج المخدوع إلى فيلا "وارين" ويزنّر المدخل بالبنزين ليشتعل حريق أنقذته منه "جانيت" ويذهب الفتى إلى مخفر البوليس للملمة الحادث ومنع "وارين" من الإدعاء عليه، ويرضخ الزوج المهزوم لقدره ويرضى بالحل الذي أرادته الزوجة، ويبقى "جو" مع والده بعدما أبلغه بتفاصيل خيانة والدته مع الثري، وعند عودتها من أسابيع سفر زارتهما في المنزل، وكان كلام قليل بين الطرفين اللذين لبيا طلب "جو" بمرافقته إلى الأستوديو الذي يعمل فيه، وأجلسهما على كرسيين متباعدين وجلس بينهما وإلتقط آلياً صورة تذكارية معهما، أقفل بها المخرج "بول دانو" فيلمه الجميل، وهو الممثل الرائع في أكثر من شريط أبرزها "little miss sunshine" الفائز بأكثر من أوسكار عام 2006.