زفاف أسطوري آسيوي أميركي في ماليزيا
تريد هوليوود التنويع، بعدما أُتخمت أفلامها بالموضوعات الأميركية الداخلية التي تحولت غالباً إلى رتيبة، لذا كان شريط "crazy rich Asian" مع باقة من الفنانين والفنيين أمام وخلف الكاميرا من أصول آسيوية، وتولت الشركة العريقة "مترو غولدن ماير" عملية توزيعه عالمياً وكانت المفاجأة أنه إستُقبل بالترحاب والإقبال الجماهيري الكثيف على مشاهدته وإحتل للأسبوع الثاني على التوالي صدارة الإيرادات الأميركية، بعدما تكلف فقط 20 مليون دولار لتصويره.
نعم ميزانية تعتبر صغيرة في الميزان الإنتاجي العالمي، إستطاعت ان تُحقق غير المتوقع، في وقت نحن إزاء فيلم ليس فيه أي نجم، وحدها الماليزية الأصل "ميشيل يواه" معروفة نسبياً من خلال أفلام الحركة والتايكواندو وتقوم هنا بدور درامي إنها أم العريس المعرقلة لزواج إبنها، أما الباقون فمغمورون، وهذا يسري أولاً على بطلي الفيلم الرائعين "كونستانس وو" (في دور راشيل شو) و"هنري غولدنغ" (نيك يونغ) الآسيويي الأصل لكنهما يعيشان في أميركا، وكلاهما في واقع الأمر ولدا في الولايات المتحدة وفي عُمْرٍ متساو: أواسط الثلاثينات. المظهر آسيوي مئة في المئة، والرغبة أن يتزوجا على طريقة أجدادهم وفي الديار الأولى، لذا إصطحب العريس حبيبته التي إختارها من عرق صيني لكي ينال رضى والدته الثرية "إليانور يونغ" (ميشيل) المقيمة في العاصمة الماليزية "كوالالمبور".
"إليانور" لم تُعجبها "راشيل" كثيراً، وتصورت أنها مثل معظم الصبايا يتقربن من إبنها الوسيم طمعاً في ثروته، وحصلت مناوشات بين الكنة والحماة أشبه بالذي نعرفه في شرقنا العربي، إلى أن قررت العروس المفترضة صرف النظر عن موضوع الزواج برمته، إلاّ أن تحرّك "نيك" الذي إستدعى حماته من أميركا لتأكيد مسألة غريبة، وهي أنها أنجبت "راشيل" من حبيبها وليس من زوجها الذي كان يُعنّفها ويتطاول عليها، وحصل أن تفهمت "إليانور" مبررات المرأة وأول ما فعلته مباركة الزواج من خلال تقديم خاتم العائلة المتوارث جيلاً بعد جيل لـ "راشيل" هدية زواجها، وبالتالي حلّ التوافق على الأسس التقليدية الآسيوية، وبوشرت التحضيرات للزفاف الأسطوري الذي ضم مئات المدعوين مع مظاهر باذخة تولتها أم العريس الراغبة في أبهى حُلّة لإبنها.
الفيلم أخرجه الأميركي من أصل آسيوي "جون.م.شو" (39 عاماً) عن سيناريو لـ "بيتر شياريللي"، والماليزية "آديل ليم"، عن رواية وضعها "كيفن كوان"، وقد باشرت الصالات الأميركية عرضه بدءاً من 15 آب/ أغسطس 2018، وصوّرت مشاهده بالكامل في العاصمة الماليزية "كوالالمبور"، واللافت أن العمل يمتلك حرارة الجذب طوال ساعتي عرضه، وشارك فيه أسماء لامعة صينياً خصوصاً الممثلة الكوميدية خفيفة الظل "آوكوافينا" وإسمها الأصلي "نورا لوم"، ومعها "جيمّا شان"، و"كن جونغ".