طاقتان إيجابيتان مبدعتان تفاهمتا على سبل تقديم ما هو مختلف بمستوى النخب العالمية التي تُقدم على خشبات لندن وبرودواي، فكانت ليلة السبت في 25 آب/ أغسطس 2018 من أعظم العروض التي واكبناها هذا الصيف على خشبات المهرجانات ما بين بعلبك، بيت الدين، بيبلوس، صور- الشقيف، الأرز، زحلة، وصولاً إلى إهدن التي إهتمت بالفن السابع من خلال "سينمائيات" وكانت تجربة الليلة الخاصة التي تهتم بالموسيقى التصويرية لأضخم وأهم الأفلام العربية والعالمية من خلال شريطين للمخرج الراحل "يوسف شاهين": "باب الحديد" (أول أفلامه) و"المصير" (الذي شارك به في مهرجان كان السينمائي وحاز عنه مخرجنا جائزة السعفة الذهبية للدورة الـ 50 للمهرجان)، و16 أخرى من الإنتاج العالمي.

قاد المايسترو "لبنان بعلبكي" 72 موسيقياً، كانوا كأنهم عازف واحد لشدة إلتزامهم وإنسجامهم، مضافاً إليهم 20 راقصاً أدوا لوحات تماهت مع اللقطات المعروضة من الأفلام العالمية، وأصوات ما أجملها لأربعة مغنين يتقدمهم التينور "إيليا فرنسيس" ومعه (كورين متني، برونو طبال، وفرح نخول) وتولّى الأخوان "جورج ونقولا خباز" مهمة الإخراج الذي ألبس المادة الموسيقية الثرية ثوبين ملائمين من الرقصات المصاحبة والأغنيات الخالدة لـ "سيلين ديون" في الـ "تايتانيك"، "مادونا" في إيفيتا"، وغيرها وكان الإفتتاح مع كلمات رقيقة للبناني العالمي "غبريال يارد" الفائز بأول وآخر أوسكار يناله فنان عربي عن موسيقى شريط "المريض الإنكليزي" الذي تصدّر الأشرطة موضوع الإهتمام في الليلة الرائعة.

ووفق آلية إخراجية منسابة ومتدفقة مع تنويع في اللوحات الراقصة والمقاطع الغنائية، عشنا لحظات ولا أحلى مع الموسيقى التصويرية لأفلام (المريض الإنكليزي، التايتانيك، الطاحونة الحمراء، العرّاب، إيفيتا، شبح الأوبرا، روكي، جيمس بوند، ماري بوبنز، إنديانا جونز، أوقات حديثة لـ"شارلي شابلن"، حرب النجوم، التبشير، قراصنة الكاريبي تمت دبلجت بطل الفيلم "جوني ديب" فقال حواراً باللهجة الزغرتاوية كان تنويعة جميلة في العرض)، وكانت أولى المواد الموسيقية مقطع من موسيقى فيلم "أوذيسة الفضاء"، في إنتاج ضخم للمهرجان يُفترض به عدم التوقف هنا، بل الذهاب به إلى أبعد مسافة إلى دنيا العرب بدءاً بدار الأوبرا في القاهرة وسلطنة عُمان، والعالم من خلال "معهد العالم العربي في باريس" لأن مادة العرض مشروع كبير لا يكتفي بالإستقبال الحار في "إهدن" بل إنه يتجاوزها إلى العالمية الراقية.