فيلم يستعين بـ"بروس ويليس" فقط لقتل مجرم
ليست أفلامنا العربية من نوع المقاولات فقط التي تستحق السخرية من موضوعاتها ومستواها التقني والفني، فعاصمة السينما العالمية هوليوود تُطلق أفلاماً من وقت لآخر يصعب تمريرها أو تجاهل تدنّي مستواها ويكون الطعم فيها نجوم من الدرجة الأولى أملاً في التسامح معها، وآخر الغيث شريط "reprisal" لنجم الأكشن وبعض الأعمال الضخمة "بروس ويليس" يديره المخرج الأميركي "بريان.أ.ميلر" عن سيناريو لـ "برايس هامونز" يتمحور حول لص محترف يستعصي على قوى البوليس كلها لكن "جيمس" (ويليس) الذي لا يطارده ولم يسبق له أن عرف وجهه من قبل يصل إليه في اللحظات الأخيرة من الشريط ويرديه بطلقيْن متفجريْن من بندقية "بومب أكشن".
إستخفاف فاضح بعقول المشاهدين، فالأميركيون خبراء في الإقناع حتى في الروايات التي يصعب تصديقها، مع ذلك فإن غلطة الشاطر بألف، ولنتصور كيف أن "ويليس" هو العنصر النجومي الجاذب في شريط يقدمه في مشهد مع بداية المشاهد بحيث نعرف أنه شرطي مخضرم وصاحب خبرة ميدانية عميقة في قضايا التهريب والإجرام ثم نسمع صوته على الهاتف يرد على إتصالات رجل أمن من هذه الأيام هو "جاكوب" (فرانك غريللو) يستشيره في أمر اللص والقاتل المحترف الذي أفلت منه وهو يسرق مصرفاً لذا عمل "جاكوب" على تتبع خطواته وكشف شخصيته ودهم مقرّه متأكداً من أنه وراء العديد من السرقات والجرائم.
وتتواكب الزيارة هذه مع تحرك المجرم "غبريال" (جوناثان شاش) للإغارة على سيارة مصفحة تنقل مبلغاً كبيراً من المال، وبداخلها عنصرا بوليس رجل يُقتل وإمرأة شابة تُصاب وينقذها "جاكوب" في الوقت المناسب، ويؤمن نقلها في سيارة إسعاف إلى المستشفى، لكنها وتحت تأثير تهديده بقتلها باحت له بإسم الرجل الذي ساعدها ويطلب منها الإتصال به والطلب إليه موافاتها فوراً لأنها خائفة ويُفاجأ بأن زوجته "كريستينا" (الجميلة أوليفيا كولبو) وإبنته "صوفيا" (ناتاليا صوفي باتلر) في قبضة "غبريال" ليستنفر ويُبلغ "جيمس" بالأمر فيتحرك ويتأكد من أن الرهينتين سالمتان، ويكمل مشواره لتنفيذ مهمته الحقيقية وهي قتل المجرم فالأمر يحتاج إلى بطل، وفي وقت لم تفلح آلاف العيارات النارية لرجال بوليس في إصابة المجرم وصل "جيمس" في لحظات وأرداه برصاصتين، رغم أن "غبريال" كان وقف أعزل من السلاح ووجهاً لوجه مع "جاكوب" إلا أن السيناريو لم يسمح لغير البطل بقتل الرجل الشرير.
حضور لا يساوي شيئاً لـ "ويليس"، هناك لعبة غير مقبولة مورست في الشريط لتأمين توزيعه على أوسع نطاق خصوصاً في دول العالم الثالث، فالنجم أقل من ضيف شرف في الأحداث، لكنه يتصدر الملصق الدعائي، ولقطات التريلر، فقط للدعاية التي تنكشف عند مشاهدة الفيلم.