"جوني إنغليش" العميل السري الوحيد لبريطانيا بعد إنكشاف جواسيسها في أوروبا

لم يبق للمملكة المتحدة من رهان أمني سوى الحماية التي يؤمنها "مستر بين" (روان أتكنسون) الذي يتقمص شخصية "جيمس بوند" الباسمة عبر "جوني إنغليش" الذي يعمل في خدمة ملكة بريطانيا منذ 15 عاماً، وها هوالعميل السري الوحيد الذي تراهن عليه رئيسة الوزراء (تلعب الدور إيما تومبسون) لإنقاذ البلاد من براثن العاملين على تدمير صورتها، فتعيده إلى الخدمة الميدانية لخوض مهمة شبه مستحيلة لمنع المخربين من تنفيذ مخططاتهم الجهنمية.

الشريط أخرجه الإيرلندي (مواليد بلفاست) "ديفيد كير" (51 عاماً) كتبه "ويليام ديفيس" وهو الثالث له مع السلسلة (الأول "johnny English" عام 2003، والثاني "johnny English reborn" عام 2011) وبدت تفاصيله مدروسة بدقة ليظهر على الشاشة في 88 دقيقة، مشدودة مترابطة تقطف ضحكات من جمهور يملأ الصالات في بيروت كما في أوروبا والعالم منذ 26 آب/أغسطس الماضي، ودائماً معالم وتفاصيل وجهه توحي بالسذاجة والغباء وقلة المعرفة لكن مع مصادفات تولد فجأة وتجعل الأمور تترتب وفق المصلحة المطلوب مراعاتها. في لحظات تنكشف بريطانيا أمنياً بعدما حصلت قرصنة إحترافية لملف عملائها المنتشرين في أوروبا مما حال دون قدرتهم على الحركة أو العمل مخافة إعتقالهم أو تصفيتهم.

الآراء السياسية والدبلوماسية أجمعت على ترشيح العميل المتقاعد "جوني إنغليش" ليكون البديل عن الجميع، وبالتالي يتم الإتصال به للقاء رئيسة الوزراء، وتسلّم قرار إعادته إلى الخدمة، ومباشرة رسم خطة مواجهة التحديات المترتبة على القرصنة، خصوصاً ما يُحضّر له الثري الشاب "جايسون" (جاك لاسي) من عمليات تخريبية لزعزعة الإستقرار في البلاد، وفي وقت كانت رئيسة الوزراء تثق بـ "جايسون" وترفض التشكيك في نواياه، ظهر على حقيقته في لقاء قمة عُقد بإحدى القلاع التاريخية، وشاءت الصدفة أن يتولّى "جوني إنغليش" إنقاذ الموقف، مما أحرج الرئيسة وجعلها تُعلن أن العميل العائد له الفضل في إنقاذ البلاد من عملية تدميرية كبيرة، وبالتالي أُعيد الإعتبار إليه وإعتُقل المخططون.

النص كما مسار الإخراج كانا في خدمة الرجل الأشهر بـ "مستر بين"، والنجم هنا على صورته المعتادة، لم يتغيّر فيه شيء، وربما لو فعل لما ظلّ يحصد كل هذه الجماهيرية، وحتى لا نقول إنه يراوح مكانه في حركاته وسكناته، نكرر ما لفت إليه في حديث له عن الفيلم حين قال "لن أتغير. الناس إرتاحت لما قدمته بالطريقة التي إعتمدتها فلماذا أغيرها، الجديد هنا أن منسوب الكوميديا أكثر عمقاً وهناك قضايا كبيرة نعالجها، وكلها محاولات". الفيلم صوّر في ستوديوهات "بينوود" وعدد من المناطق في بريطانيا، وإضافة إلى الحضور الوازن للنجمة "إيما تومبسون" فإن سلسلة الأسماء المميّزة شملت "أولغا كوريلنكو"، "بن ميلر"، "ميراندا هانيسي"، "آدم جيمس"، و "بيبا بينيت وارنر".