اليونيسكو تعلن "معرض رشيد كرامي الدولي" تراثاً عالمياً

مفاجأة سارة حملتها أخبار الأيام القليلة الماضية لمدينة طرابلس، ولبنان، فقد أعلنت منظمة اليونيسكو "معرض رشيد كرامي الدولي" تراثاً عالمياً مما أشاع مناخاً من الفرح والأسى في آن، فهذا الصرح الذي بوشر بناؤه عام 64 إبان عهد الرئيس اللواء فؤاد شهاب، توقفت أعمال البناء فيه عام 1975 مع بدء الحرب على لبنان، ولم يُستأنف على مدى الـ 43 عاماً التي تلت، فهل يكون هذا التقدير العالمي فرصة لتعويض التقصير الحاصل.

هذا الإعلان جاء خلال إفتتاح "معرض الفن المعاصر: أطوار العمران" في طرابلس ما بين قلعتها الأثرية، التي يعود تاريخها إلى أواسط القرن الـ19، و "معرض رشيد كرامي الدولي" ويبلغ عمره 54 عاماً، والذي صممه المهندس المكسيكي "أوسكار نيماير"، ويُحاول المعرض المقارنة بين تاريخ الصليبيين وبعدهم المماليك من خلال القلعة، وبين التحفة المعمارية التي لم تُستكمل "معرض رشيد كرامي" الذي يحتل مساحة مليون متر مربع ويحتوي على كل مقوّمات الثقافة والفن والتراث من المسارح والقاعات والنماذج المعمارية الحديثة التي تحاكي الغد أكثر من اليوم، لذا فإن المعرض الذي إفتتح بعد ظهر السبت في 22 أيلول/سبتمبر الجاري، يستمر حتى 23 تشرين الأول/ أكتوبرالمقبل، من تنظيم "بيروت متحف الفن" (bema) ومنصة، "studiocur art"، وترعاه وزارة الثقافة ومكتب اليونيسكو في بيروت.

18 مشروعاً يتمحور حول أهمية عجلة وإندثار الحضارات وأطوار العمران في كلا موقعي المعرض، ففي القلعة عروض للفنانين (ريان تابت، هايك إيفازيان، بابلو دافيلا، وإيمانويل توفار) وفي المعرض الرحب المساحة (إدغاردو أراغون، علي شري، جوزيه دافيلا، جوانا حاجي توما، وخليل جريج (مخرجا فيلم: نادي الصواريخ اللبناني)، لميا جريج، فريتزيا إيريزار، جورج مانديز بلاك، داميان أورتيغا، مروان رشماوي، غبريال ريكو، ستبفاني سعادة، روي سماحة، جلال توفيق، وزاد ملتقى) كل هذا الزحام من الفنانين من لبنان والمكسيك وراءه التقدير الكبير لمهندس مشروع معرض رشيد كرامي، المكسيكي "نيماير"، الذي سيكون في 27 الجاري موضوعاً لمؤتمر عنوانه "معرض أوسكار نيماير في طرابلس: إرث حديث في خطر" يُحاضر فيه المهندسان (فارس الدحداح، وبرنار خوري) في متحف سرسق ببيروت.

إذن أهمية هذه النشاطات النوعية المكثفة التذكير بقضية بالغة الأهمية ثقافياً وفنياً وحضارة عمرانية، تتعلق بمشروع "معرض رشيد كرامي الدولي"، المفترض إستكمال الأعمال المتوقفة فيه منذ 43 عاماً، وما لفتة الإهتمام من اليونيسكو سوى حافز فعلي لإنجاز ما تبقى من المشروع.