الكلمات المتقاطعة تُنشّط الذاكرة وتمنع الألزهايمر
بدءاً من 25 تشرين الأول/أكتوبرالجاري تنطلق العروض التجارية للفيلم اللبناني "good morning" (صباح الخير) للمخرج "بهيج حجيج" الذي تعاون على السيناريو مع صاحب القصة الكاتب "رشيد الضعيف" (كان الغائب الوحيد عن العرض الخاص للفيلم ظهر التاسع من تشرين الأول الجاري) وأدار 4 ممثلين (غبريال يمين، عادل شاهين، رودريغ سليمان ، ومايا داغر)، وأُرسل الشريط للتباري في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية وموعده أوائل شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
-
الراحل الرائع شاهين -
الطبيب والجنرال -
"عادل شاهين" -
الملصق -
"رودريغ سليمان" -
نظرة معبرة لـ"يمين" -
"مايا داغر" نادلة
طبيب (يمين) وجنرال ( شاهين- وافته المنية في تموز/يوليو الماضي) أنهيا خدماتهما الوظيفية، وباتت كل أوقاتهما فراغاً في فراغ، وقد إعتادا على إرتياد مقهى يقع عند ناصية أحد الشوارع، مما سمح لهما بمراقبة المارة ورصد الحركة في المكان ما بين بناء يجري هدمه، وعامل "فاليه باركينغ" يركن السيارات كيفما إتفق، ونماذج من الصبايا يعبرن في أكثر من إتجاه، وإضطرارهن لسد أنوفهن من روائح النفايات التي تفوح في المكان، إضافة إلى نموذج من الشباب الذين يقودون عكس السير ويرفضون تأمين طريق للعابرين في الإتجاه الصحيح، فيحصل تلاسن مع أصوات مرتفعة وعرقلة سير ترفع منسوب العصبية بين السائقين. كل هذا أمام نظر وسمع الرجليْن المنشغليْن بحل الكلمات المتقاطعة مع الإستعانة بمن يتيسر من الرواد خصوصاً الصحفي سليم (سليمان) الذي يمتلك إجابات شافية على كل الأسئلة الملتبسة على الصديقين المتقاعدين، ونادلة المقهى (داغر) التي تحب سليم رغم إختلاف ديانتيهما.
يتحدثان في كل ما يخطر في البال من موضوعات، سياسية وإجتماعية وشخصية، ويصرّ الجنرال على إستغلال وجود رواد لا يعرفهم لكي يُلقي طرائف لا تريح أحداً إلاّ هو، ومع ذلك يُصر على المحاولة رغم أن معظم الرواد يكسفونه ويُشعرونه أنهم لا يريدون سماع طرائفه، ولا يتوانى الطبيب عن توجيه ملاحظات له، ويطلب منه التوقف عن إزعاج الآخرين بينما هو يعتبر الأمر طبيعياً ويعني أنه سعيد لكن يا ليته يقتنع أن الآخرين ليسوا معه في توجهه، وفيما يبدو الطبيب أكثر نشاطاً نجد الجنرال في حالة إنعدام توازن، وقد سقط في المقهى ورفض حمله إلى أحد أقسام الطوارىء في مستشفىً قريب، وأوصله الطبيب وسليم إلى سيارته التي نقلته إلى المنزل حيث كان الخبر السيء: الوفاة، مما أيقظ الباقين على واقعهم ومعاناتهم مع الأيام التي تتكررمتشابهة لا طعم جديداً أو متميزاً فيها.
"وداعاً عادل شاهين، كم أنا حزين لرحيلك، كم كنت أتمنى أن تكون إلى جانبي في العرض الأول لفيلمي "good morning" الذي قمت بدور رئيسي فيه. سوف نفتقد حضورك الجميل، وروح الفكاهة التي لا تفارقك. أنا ممتن لك يا صديقي لأنك مثلت في فيلمي، وكنت رائعاً في حضورك، في تمثيلك، في عفويتك، وفي شهامتك". هذا ما كتبه المخرج "حجيج"على صفحته في نعي الراحل الجميل، خصوصاً وأنه إكتشفه فنياً قبل أن يموت. فالشريط له فيه الكثير ويتآلف مع زميله "يمين"، فيما تحضر الموسيقى التصويرية التي صاغها "وسام حجيج" نجل المخرج والعامل النشيط في وضع موسيقى الأفلام المنتجة في باريس من عربية وفرنسية حيث يعيش هناك منذ 25 سنة، وشكّلت موسيقاه في فيلم والده إضافة نوعية وازنة للفيلم.