"آرمسترونغ" تابعه العالم وهو يطأ سطح القمر.. إلاّ زوجته
ضاعت معالم الحدث العالمي الكبير والمدوّي الذي حصل قبل نصف قرن تقريباً "هبوط أول إنسان على سطح القمر" (في 20 تموز/يوليو1969) "نيل آرمسترونغ" (يجسده الكندي ريان غوسلنغ – 38 عاماً) في التصرفات التي صدرت عن زوجته "جانيت" (الإنكليزية كلير فوي – 34 عاماً) والتي لم يشغلها إلاّ الخوف على حياتها مع ولديها فيما لو قضى زوجها في واحدة من مهماته الفضائية، وتُوّجت بعدم رضاها عن رحلته التاريخية إلى القمر وأغفل الفيلم ردة فعلها حين وطأ زوجها أرض القمر.
-
الملصق -
"آرمسترونغ" مع زوجته وولديه وكلام عن إمكانية عدم عودته -
"نيل آرمسترونغ" نجا من تحطم مركبته التجريبية -
"جانيت آرمسترونغ" ترد ببرودة على الصحافيين أمام منزلها -
المخرج "شازيل" يدير بطليه في أحد المشاهد -
كاتب السيناريو "جوش سينغر" مع "غوسلينغ" -
مدير التصوير مع فريقه
وكالة الـ "ناسا" أمنت لـ "جانيت" خطاً مباشراً يرصد لها كامل تفاصيل الإتصالات في رحلات زوجها الفضائية، وفي إحدى المرات إضطرّت إدارتها إلى قطع البث عنها إثر خطر داهم تعرضت له مركبة تجريبية يقودها "آرمسترونغ" في الفضاء الخارجي، فقصدت مقر عمليات الوكالة وأنّبتهم على تصرفهم وإعتبرت ما يقومون به لا قيمة له وبلا جدوى. شريط "first man" للمخرج الأميركي الشاب "داميان شازيل (33 عاماً) والفائز بالأوسكار عن رائعته "la la land" لم يتوان عن إعطاء حيز بارز من الإهتمام في الفيلم الضخم الذي صوّر في أتلانتا- جورجيا بميزانية 60 مليون دولار، لمزاجها وعصبيتها وعدم إكتراثها بالقيمة العلمية والإنسانية لما قام به زوجها، بل كان كل همها الرعب من تصوّر نفسها وحيدة مع ولديها من دون معيل.
للشريط تأثير عائلي أكثر منه رصد للحدث الكبير المتمثل بسير أول رجل على سطح القمر، وقد هالنا ألاّ نرى بالمطلق أي رد فعل على الأرض من غرفة عمليات الناسا، أو الناس العاديين في أميركا أو العالم على ما حصل، وكذلك البيت الأبيض، فقط كان هناك رصد لخطاب الرئيس الراحل "جون كيتيدي" عن مشاريع إستكشاف الفضاء عموماً رافضاً الحُجّة القائلة بأنه كان أوْلى بالحكومة أن تحل مشاكل نيويورك وواشنطن بدل دفع الميزانيات الكبيرة والذهاب بعيداً من دون فائدة ملموسة للأميركيين. الفيلم ومدته 141 دقيقة واكب في نسبة كبيرة منه ما واجه "آرمسترونغ" من مخاطر في مهماته الفضائية وكيف تفادى أكثر من كارثة بفعل نباهته ووعيه وقوة إرادته، بينما أضاء السيناريو لـ"جوش سينغر" المأخوذ عن كتاب لـ "جيمس.ر.هانسن" على رواد عديدين قضوا في حوادث تحطم طائراتهم أو مركباتهم أو إحتراق بعضهم، من دون أي حرج.
الفيلم جيد لكنه ليس خارقاً ونُعجب لبرودة الممثل "غوسلنغ" في كل المواقف سواء مع زملائه أو مع زوجته. وقد واكبت الفيلم أنغام جميلة صاغها "جاستن هورفيتز"، ويحسب لمدير التصوير "لينوس ساندغرين" أنه قدّم لنا إستعراضاً مشهدياً شفافاً وعميقاً، من دون الإهتمام بوجوه الممثلين كما يحصل عادة في الأشرطة المماثلة، والموقف الإنساني المؤثر في سياق الشريط عندما أصرت "جانيت"على زوجها "نيل" أن يتحدث إلى ولديه عن إمكانية عدم عودته لأن المهمة إلى القمر بالغة الصعوبة والتعقيد. المؤثرات الخاصة والمشهدية قاد فريقيها "جي دي شوالم" و"كاترين ليو"، بينما لعب باقي الأدوار(الأوسترالي جايسون كلارك، الإيرلندي سياران هاندس، كيل شاندلر، كوري ستول، وباتريك فوجيت).