رسالة اليوم العربي للمسرح: جزائرية
مساء الخميس في العاشر من كانون الثاني/يناير الجاري تنطلق الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي التي تستضيفها القاهرة، حيث قررت الهيئة العربية للمسرح أن يُلقي رسالتها الفنان الجزائري "سيد أحمد أقومي"، الذي كتب نصاً وجدانياً قارن بين حضور الفنانين والسياسيين وقال "إننا نتقاسم معهم أحياناً الفضاءات نفسها والتوجه إلى الجمهور نفسه ومثلهم نطمح للتأثيرعلى المتلقي لكن الفرق شاسع بيننا.
وفي مقدمة رسالته أشار "أقومي" إلى "أن المسرح هو فن الوهم الذي يؤازر الحقيقة ويقف في وجه الأكاذيب، وقال "جئت إلى المسرح حين أدركت أن الخيال يستطيع أن يغيّر الواقع. أردت أن أعتلي الخشبة لأقول الحقيقة، كنت أحمل جمرة المسرح بغبطة وفرح، المسرح عندي درب سري مدهش، قادني إلى ماهيتي وكينونتي الحقيقية، لم أكن أمثل كلا أبداً، كنت أعيش، أعيش أسئلتي، عزائي، حيرتي، دهشتي، تمردي، ثورتي، عذاباتي، فرحي، إنسانيتي، كنت أنهمر على الخشبة بكل كياني، وكان المسرح هو الخلاص. كان حلمي الوحيد أن أكون ممثلاً مسرحياً لا غير".
"أقومي"شرح في جانب من رسالته بدايات المسرح في الجزائر وحلّل ذلك بالقول "بعد زيارات الفرق المسرحية العربية المتكررة للجزائر خلال فترة الإستعمار الفرنسي إكتشفت النخبة الوطنية أن هذا الفن خطير وفعال، يمكنه أن يُغيّر ويخلق لدى الجمهور وعياً سياسياً. لذا تأسست الفرق المسرحية والجمعيات ومنها "الفرقة الوطنية لجبهة التحرير الوطني" التي تأسست في تونس وكان يشرف عليها أستاذي المرحوم "مصطفى كاتب"، وأنا أرى أن على الفنان المسرحي الحقيقي كي لا يكون أداة دعائية الإحتفاظ بشعلة الإبداع لديه والإبتعاد عن التسطيح". وأكد في السياق "أن شكسبير كان يهتم بالسياسة – هذا صحيح- لكنه لم يكن سياسياً وتأتي إشاراته السياسية في ثنايا مسرحياته بذكاء ودهاء كبيرين، ولم تكن مسرحياته غارقة في السياسة والأيديولوجيا"، وإستشهد هنا بكلام للرئيس الجزائري الراحل "هواري بو مدين" الذي قال للفنانين "أريدكم أن تكونواهمزة وصل بين القمة والقاعدة".
وخاطب "أقومي" الجميع مؤكداً "لقد تنازلت عن لقبي وإخترت إسماً مستعاراً "سيد أحمد أقوي" من أجل المسرح والمسرح فقط" وأشار إلى "أن علينا كمسرحيين عرب في هذا الزمن الشائك أن نوظف فننا السامي لخدمة مجتمعاتنا، وشكراً للهيئة العربية للمسرح على هذا التكريم معتبراً إياه تكريماً للمسرح الجزائري العريق. وختم "سيبقى المسرح ما بقيت الحياة".