فريد الأطرش في دار الأوبرا المصرية بعد 42 عاماً على رحيله
مظلوم بشدة، لكنه لم يشتك يوماً. أميرالنسب وأمير الطرب الموسيقار فريد الأطرش مرّت على وفاته 42 عاماً، إحتُفل بها هذا العام بطريقة مختلفة بعدما قام النحات محمد ثابت بنحت تمثال له وهو يضع العود في حضنه،ورعى وزير الثقافة حلمي النمنم حفل تثبيت النصب في البهو الخارجي لدار الأوبرا المصرية بوسط القاهرة، إلى جانب كبار يتقدمهم الموسيقار محمد عبد الوهاب.
-
الكاتب: محمد حجازي
-
المصدر: الميادين نت
- 28 كانون الأول 2016 10:53
تمثال الموسيقار فريد الأطرش كما ثُبث في دار الأوبرا
هو مظلوم نعم. فلا خلاف على أنه الثاني بعد الكبير رياض
السنباطي في الحس الشرقي المتميز، والعزف على آلة العود، فيما عبد الوهاب في خانة
مستقلة، وفي حياته التي توزعتها بيروت والقاهرة أكثر من غيرهما من المدن، الكثير
من الحكايات والوقائع المستقاة من محيطه عن حرب غير معلنة ضدّه، وإلاّ فما معنى
عدم غناء كوكب الشرق السيدة أم كلثوم من ألحانه، ولماذا تهرّب العندليب عبد الحليم
حافظ من التعاون معه ووصف ألحانه
بالثقيلة، بل لماذا لم يتعامل مع
كروان الشرق فايزة أحمد حيث تردد أن كل من يلحن له عبد الوهاب يمنع من أخذ ألحان
وضعها سواه من الكبار، ولماذاغنّى له محرم فؤاد فقط( ما تلونيسش خدودك ما تلبيس
حلق) ألم يفعل ذلك فقط لكي يغيظ العندليب، بعدما إعتبرت أوساط عديدة أن هذا الصوت
منافس حقيقي لـ "حليم" ويجب دعمه في مواجهته.
الكلام نفسه ينسحب على الشحرورة صباح رغم صداقتهما
المتينة، لكن صباح أخذت من عبد الوهاب وبالتالي ووفق المعطى السابق ممنوع عليها
أخذ ألحان من فريد.. لكن لماذا، لم يحصل أن تجاسر أحد وقال الحقيقة في هذا المجال،
في وقت حكمت الدبلوماسية أن نرى صوراً تجمع فريد وحليم، أو فريد وعبد الوهاب، هذا
فقط لجمهورهما، ويصبح بالتالي غناء فريد لألحانه غالباً مبرراً إلى حد كبير، وتقول
الروايات المؤكدة إن قصيدة أنجز تلحينها فريد للست وعندما سمعتها قالت له:"
بلاش نغني الوطنيات مع بعض. لوحاجة حب يبقى أنسب"، وقيل هنا إنه لم ييأس وحمل
إليها لحناً عاطفياً وردًت عليه: "أعتقد أنه لا يناسبني".إلى أن فقد
الأمل.
الغريب في الصورة أن "فريد"شكّل لفترة طويلة
عنصر توازن حتى بين الكباربمناخه الشرقي الصافي في مواجهة ميل عند الكبار في عصره
لأن يأخذوا بعضاً من الحديث ويضيفوه إلى موسيقاهم، لذا ظل عوده أكثرالأسلحة سحراً
يحضر معه، يدهش السميعة، ويشعل الحنين إلى العصر الأول للتخت الشرقي. وعرف فريد
بفطرته أهمية السينما فركّز عليها وإستقدم من أجلها أحلى النجمات أمامه، وأهم
المخرجين خلف الكاميرا، وها هي أفلامه تشكل حتى اليوم أهم مرجعية سينمائية للأفلام
الغنائية الكلاسيكية.