ولدت من علاقة عابرة فجمعت والديها في حياة دائمة

منذ سنوات لاتقدّم السينما الفرنسية أعمالاً كبيرة مؤثرة. فعلتها مع "الفنان" (جان دوجاردان) قبل خمس سنوات، ثم دخلت في نوم طويل، وها هي تصحو مع فيلم كوميدرامي ساحربعنوان:" demain tout commence"( غداً يبدأ كل شيء) للمخرج هوغو جيلان(36 عاماً) مع النجم الملوّن "عمر سي" الذي يتدفق ظرفاً وذكاء، والصغيرة الكبيرة في آن"غلوريا كولستون"التي تعتبر بحق الدينامو المحرّك لكل شخصيات الفيلم.

عمر سي والصغيرة غلوريا (الاب والابنة)
أهمية الشريط أنه يعطي مساحة وإهتماماً للأب أكثر من الأم . فنحن إزاء طفلة ولدت من علاقة عابرة بين الفرنسي "صموئيل"(عمر سي) والإنكليزية "كريستن"(كليمانص بوويزي)، تصل الصبية إلى مكان عمل الرجل حيث يقدم خدمات لزبائن البحر، وتذكّره بلقائهما فلا يبدو أنه تذكرها وفجأة تقدم له طفلة رضيعة على أساس أنها إبنته، وتطلب منه 20 يورو بدل توصيلة بالتاكسي، وتجعله يمسك بالطفلة لكي تدفع للتاكسي المنتظر على بعد مئة متر، وتبدأ من هنا رحلة عذابه وفرحه في آن، المرأة إستقلّت التاكسي، وذهبت إلى المطار لكي تعود إلى لندن، فيلحق بها فوق دراجة نارية، لكن الموظفين يمنعونه من الوصول إلى صالة الركاب، وبالتالي هاهو لوحده مع الطفلة.


في اليوم التالي يغادر إلى "لندن" مستنداً إلى صورة ل"كريستن"أمام أحد المحلاّت يقصده ويسأل عنها من دون فائدة ويضطر للمبيت في منزل أحد منتجي مسلسل أكشن للتلفزيون البريطاني، كان صادفه في المطار وأعطاه عنوانه ورقم هاتفه للإتصال به، كي يعمل معه مجازفاً ومن الكومبارس الذين يحلّون مكان البطل في اللقطات الخطيرة، ولأن الأبواب سدّت في وجهه إضطر للقبول بالعرض وعاش فترة في لندن كبرت فيها غلوريا( غلوريا كولستون) وبات مرتبطاً بها بقوة، بعدما تفرغ بالكامل لتربيتها من دون تركها لوحدها أبداً، إلى حد أنه كان يصطحبها معه إلى الأستوديو فتتابعه وهو يعمل، ودأب على إختراع حكايات وأكاذيب عنه وعن أمها حتى لا يقول الحقيقة ، ولعب دور الأم وراح يجيب على الرسائل الألكترونية التي ترسلها الصغيرة ، إلى أن وصلت ولأول مرة رسالة بريدية من كريستن أشارت فيه إلى أنها قادمة إلى"لندن" من "نيويورك".


تصل يحصل اللقاء الأول وتصارح كريستن، صموئيل بأنها على علاقة منذ سنوات بالشاب الملوّن لويل( الإنكليزي آشلي والترز)ويبدأ الكلام عن مستقبل غلوريا، وتصر هي على أخذها معها، ثم يرفعان الأمر للقضاء ويجيء الحكم لصالح الأب، التي تحاول القوطبة وتطلب إثبات أبوته لها، فتأخذها منه بقوة القانون، وتعود إليه بقوتها، ليبلغ صموئيل أم الفتاة بالحقيقة:إن غلوريا ستموت قريباً لأنها مريضة، فتتركه وشأنه فيغادر معها عائداً إلى فرنسا، وإذا ب "كريستن" تلحق بهما ليبقيا معها، في لحظات وداعها الأخيرة.

 كل ما في الفيلم يتآلف مع الحكاية الدرامية فيما الصغيرة تتحدث الفرنسية والإنكليزية بطلاقة، مع ذكاء واضح في الملامح وردات الفعل، وفيلم يستحق المشاهدة والمباركة ولاحقاً الإحتفاظ به في مكتبة الأسرة.

اخترنا لك