"زبيدة ثروت" أغمضت عينيها

بعد الفنان محمود عبد العزيز، وقبل الفنان أحمد راتب، غيّب الموت الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت، التي إشتهرت بعينيها الجميلتين، وبلقب "قطة الشاشة المصرية". إحتفلت بعيد ميلادها الماسي وراحت صحتها تتدهور حتى توقف قلبها عن الخفقان بعد رحلة قصيرة مع المرض. غابت من إعتاد زملاؤها على مناداتها ب"الليدي"، متأسفة لأنها لم تبلغ المرتبة الرفيعة لأن تكون"مدام عبد الحليم حافظ".

زبيدة ثروت أيام عزّ شهرتها

عن 76 عاماً أغمضت عينيها، وأسدلت الستار على الوجه الأجمل على الشاشة في عز العصر الذهبي الذي زوّدنا بأكبر عدد من النجوم، أبكاها هياماً وشوقاً كبار المطربين:"فريد الأطرش"(زمان ياحب) وعبد الحليم حافظ الذي كان مولعاً بها وعرفت في وقت متأخر أنه فكر ثم عدل عن التقدّم لطلب يدها من ذويها، وطار صوابها، لأنها وفق قولها يشرّفها أن تكون زوجة العندليب، لكن الأيام إنطوت وظلّت الصورة الجميلة عنها راسخة في البال لجيل كامل من الفنانات قدّمن أدواراً فاعلة مؤثرة تشرّف المرأة في مجتمعها.

 

60 عاماً ما بين إنطلاقتها كممثلة وختام حياتها الفنية والإنسانية، أمضتها زبيدة متفرغة للفن وقيمه النبيلة. من خصوصياتها الكرم والعلاقات العامة المتينة، ولطالما بادرت إلى مساعدة أناس لا تعرفهم، وعرف عنها أنها ما عاشت حياة الفنانين المعروفين أبدا، ما إن تنهي عملها في الأستوديو حتى تغادر إلى منزلها وتعود إنسانة عادية تكاد تنسى أنها ممثلة، وحين سئلت هل كانت تحرج عند تقبيلها من زملائها في بطولة الأفلام، ردّت: "أنا ممثلة وعلي أن أقبل بكل ما يتطلبه الدور مني وإلاّ فلأبحث عن مهنة أخرى".

 

الوسط الفني الذي أحبها وقدّر تفانيها في عملها من الإلتزام بالمواعيد، إلى دراسة أدوارها بعمق لعدة أيام قبل الموافقة على تجسيدها، وصولاً إلى ثقتها بأن الكاستنغ هو عماد العمل الفني وإلاّ فإن الجمهور لن يصدّق تمثيل وجهين غير متآلفين مهما إجتهدا في لعب دوريهما.أيامها الأخيرة تميزت بحياة ضاجة بالأكشن تنقلت خلالها ما بين المسرح، والمنزل الذي إعتبرته أفضل مكان لعلاج المرضى.تغادر "زبيدة" وتبقى عيناها المغمضتان على سحرهما، رمزاً لجمال لا تنهيه الحياة ولا يزعزعه الموت.

اخترنا لك