هكذا أصبح الإسلام "ترند" في معرض الكتاب
تحتلّ كتب تُعنى بالدين والإسلام جزءاً كبيراً من معرض بيروت العربي الدولي للكتاب. يزداد اهتمام دور النشر بإصدار هذا النوع من الكتب، والإسلام كلمة تتفرع منها عناوين كثيرة على رفوفها.
-
الكاتب: غادة سعد
-
المصدر: الميادين نت
- 13 كانون الأول 2016 13:54
كاريكاتور-الساندرو غاتو
يكفي أن تضع عنواناً مكتوب عليه كلمة "إسلام" أو "خلافة" أو "داعش" لتتوجه الأنظار إليه. هو لغة الساعة. حديث يشغل القارات جميعاً، جاذباً كتّابا غربيين ليكتبوا عنه وتُعرض منشوراتهم في دورنا العربية.
جولة داخل أروقة معرض الكتاب في بيروت، في دورته الستين، تكفي لادراك هذا الضخ الكبير من الكتب الإسلامية المنقسمة إلى شقين: كتب فقهه وعبادة وتاريخ من جهة، وكتب الإسلام السياسي والفكر الإسلامي وداعش من جهة أخرى. أصحاب دور النشر جميعاً يجمعون على اهتمام القارئ بكتب الإسلام في ظلّ الأزمات التي تعيشها المنطقة العربية. إقبال دور النشر على هذا النوع من الكتب يقابله اهتمام لدى بعض آخر من القراء لا يولي الموضوع أهمية، ويرى أن الرواية منافس شرس وقوي أمام أي نوع كتاب آخر.
جناح جريدة السفير في معرض الكتاب
مندوب جريدة السفير اللبنانية في المعرض، يشير إلى أنّ الكتب الأكثر طلباً تتعلق بالأصولية الإسلامية والأصولية المسيحية "لذلك سلطّ المركز العربي للملعومات التابع للجريدة الضوء على هذه الأطراف. كما أنّ القراء لم يكتفوا بجزء واحد من هذه الكتب، فقمنا باصدار أجزاء أخرى بنا على طلباتهم".
من جهته، المسؤول عن دار الارشاد الإسلامي السوري يفسّر سبب طفرة الكتب الإسلامية الموجهة إلى الأطفال في جناحه الخاص، معتبراً أنها تهدف إلى ضبط تراجع القيم عند الناس.
إصدارت كتب الإسلام المتزايدة مرتبطة بالربيع العربي بحسب ما يقول مندوب دار مدبولي المصري. ويوضح أنّ استحداث هذه الكتب يهدف إلى توسيع الفكر العربي قدر المستطاع.
يوافقه الرأي المندوب في دار المحجة البيضاء اللبناني، ويقول إنّ "ما يحدث في العالم يؤثر على محتوى الكتب. هو سوق ونمشي معه، نواكب ما يجري. والأزمات العربية تأخذ حيزاً كبيرا في حياة الناس..ولكل دار سياسة وأهداف تتحكم بنوعية الكتب ومضامينها".
جناج جمعية المعارف الاسلامية في معرض الكتاب
وفي هذا الإطار، تهدف جمعية المعارف الإسلامية اللبنانية إلى "تعريف الناس بالإسلام الحقيقي في وقت يتم تشويهه"، كذلك الأمر "تسعى إلى توعية الناس حول الحرب الباردة التي تمارسها دول الغرب على المجتماعت العربية "على حد تعبير مندوب الجمعية في المعرض. وعليه، تعرض الجمعية محتويات متنوعة ورقية ورقمية تبدأ بتدريس الإسلام من الصفر، وتعرض كتب الفقه والعقيدة والأخلاق والولاية والقرآن ومداخل الكلام والعرفان. "إلآّ أنّ كتب الشهداء هي الأكثر طلباً، إذ إن الشهيد يحتل مرتبة عالية لدى الناس"، يقول المندوب.
من جهة أخرى، يقول محمد غازي المسؤول عن دار الوسام اللبناني إنّ الدار لم تكتف بإصدارت عربية حول الإسلام فقط، بل ترجم منشورات لكتاب أجانب، قائلاً إنّ ما يدفعه لذلك "قدرة الغرب
على فهم الاسلام".
اهتمام الكتاب الغربيون بإصدار كتب تتعلق بالإسلام، أو دراسات نقدية حوله، يفسرها الكاتب والاعلامي قاسم قصير بأنها "تهدف في بعض الأحيان إلى تشويه صورة الإسلام عبر استغلال بعض المشكلات والحوادث".
في ظلّ الربيع العربي وتداعياته وانتشار الحركات الدينية ومنها من وصل إلى الحكم يزداد الاهتمام بهذه الظاهرة، على حد قول قصير.
ويرى أنّ "موضوع الإسلام والدين لا يزالان في هذه المرحلة مسار اهتمام الأوساط الفكرية، لفهم مجموعات المقاومة أو الجهادية السلفية. هناك دور متعاظم لهذه المجموعات على المستوى السياسي الاقليمي. الأوساط الفكرية تحاول أن تدرس الظاهرة من نواحٍ اجتماعية وفكرية خصوصاً الإسلام السياسي والإسلام الجهادي وهناك بعض الكتب للأسف تهدف إلى إثارة الفتنة من خلال التركيز على نقاط الاختلاف. بالوقت نفسه هناك العديد من الكتب التي تبحث عن الأمور المشتركة"، يقول قصير.
ويشرح باللهجة العاميّة سبب الإقدام على الكتب الإسلامية لأنها "بييعة" أي إنها تبيع كثيراص وتلقى واهتماماً وحشرية لدى القراء بعد ظهور داعش.
قصير نفسه كان قد وقّع كتاباً خلال معرض الكتاب بعنوان "خطاب حزب الله بين عامي 1985 و2016: الثابت والمتغير"، وهو في الأصل رسالة ماجستير في الجامعة اليسوعية. يهدف من خلال كتابه إلى التركيز على تغير الحركات الإسلامية في ظل ظروف متغيرة بحسب ما يصرّح قصير.
لاشكّ أنّ الكتب التي تتعلق بالإسلام الفقهي والسياسي تلقى اهتماماً متبادلاً من قبل الكتاب من جهة، والقراء من جهة أخرى. معرض الكتاب فرصة لاختيار أنواع كتب مختلفة، خصوصاً لمن يرغب بالتخصص في موضوع ما، ككتب تتناول مواضيع الإسلام عبر التحليل واعتماد أسلوب نقدي علمي.