الجنود العائدون من أفغانستان والعراق: مجرمون، مجانين، أو مشرّدون في أميركا
الأفلام الأميركية عن القوات المقاتلة في أماكن متعددة من العالم، باتت أشبه بما شغل بال هوليوود بعد الحرب الثانية من تناول الألمان في كل الأشرطة، ومنذ منتصف الخمسينيات مع قصص عن الفيتناميين، وتتنوع الإهتمامات منذ سنوات لتشمل قضايا مختلفة من العالم أبرزها حروب أميركا في أكثر من مكان في العالم خصوصاً الخليج، أفغانستان ، العراق وغيرها.

من الأشرطة الجديدة في السياق"man dOwn
"للمخرج الأميركي ديتو
مونتيال(51 عاماً) صوّر في "سانت كلاريتا"(كاليفورنيا) في 92 دقيقة، وباشرت
الصالات الأميركية عرضه بدءاً من 2 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وهو يتمحور حول
سلبيات حياة الجنود الأميركيين وعائلاتهم خلال الخدمة ضمن قوات خارج الحدود خصوصاً
في أفغانستان والعراق كما هي حال بطلنا في الفيلم غبريال درومر( الأميركي شيا
لابوف) الذي كان يناوب في أفغانستان، فيأتي منها في إجازات متعددة للإطمئنان على
عائلته، الزوجة الشابة ناتالي( كايت مارا) وإبن في التاسعة من عمره متعلق به
كثيراً، وتكون المشكلة مع الزوجة التي تبوح له بأنها ما عادت تستطيع الصبر على أن
تكون متزوجة وتعيش حياة العازبات، وكان هذا الكلام ممهّداً لخيانة كانت قاتلة
بالنسبة له من صديقه الأقرب ديف روبرتس(جان كاورتناي) الذي كلّفه دائماً بالإنتباه
إليها.
غبريال يعيش الأهوال في مهماته القتالية في أفغانستان
بعد الخدمة القاسية التي أمضاها في العراق، وفي إحدى المرات وقع مع رفاقه في كمين
داخل منزل خرج خلاله المسلحون من تحت الأغطية على الأرض وقتلوا عدداً من رفاقه وهو
ما إستدعى دعوة القيادة(غاري أولدمان) له لمساءلته، وتقرير ضرورة علاجه نفسياً من
عدمه إثر مصرع رفاقه بطريقة دموية خاطفة أمام عينيه، ولم تكن النتيجة إيجابية
أبداً لأن ما تم التخوّف منه حصل، لقد إنفصمت شخصيته، وما عاد "غبريال"
قادراً على ضبط أعصابه أو التحكم بردّات فعله، وكانت ردّة الفعل الأقسى على زوجته
وإبنه، وبات أي موقف مهما كان عادياً عرضة للتطور السلبي بأسرع وقت، وهو ما وقعت
فيه العائلة حين كان يتكلم مع زوجته وفجأة بدأ يصرخ وفي ذهنه صور الحرب التي
يخوضها في أفغانستان، فإرتعبت "ناتالي" وإتصلت بالبوليس الذي أرسل قوة
مؤللة لمعالجة الأمر، فيما أبلغتهم أنه مسلح.
كان صعباً التفاهم مع "غبريال"وقد أرعب طفله
الذي شاهده والشرر يقدح من عينيه وكأنه يواجه عدواً حقيقياً، في وقت كان القناصة
يصوّبون بنادقهم على رأس "غبريال"، وهو يغلي من خيانة صديقه ، وكلام
زوجته الصريح عن التواصل مع "ديف"، وتصوّره أن هناك معركة تدور في أحد
شوارع أفغانستان، بينما جعله غيابه لأيام عن المنزل أسير الشعر الكثيف على رأسه
وذقنه وملابسه الفضفاضة، وصولاً إلى إصابته بأول رصاصة قنص من البوليس، أتبعت بعدة
رصاصات رمته أرضاً مضرّجاً بدمه.