غائبان عن الوعي يحللان واقع مصر الإجتماعي
شاب وإمرأة فقط. يكتفي بهما المخرج محمود كامل لتوصيل رسالة واضحة عن الحياة الإجتماعية والسياسية في مصر عبر فيلمه:"خارج الخدمة"، مع ممثلين عبقريين(أحمد الفيشاوي،و شيرين رضا) لم نلاحظ تفوقهما سابقاً كما هما في الفيلم الجديد، الذي لفتنا بقوة ، وجعلنا نتفاءل نسبياً بإمكانية خروج السينما المصرية إلى الفضاء العربي مجدداً بدل تقوقعها في مصر، وتغرّبها عن محيطها العربي.
لم نر أياً من "أحمد" الكثير المشاكل مع المنتجين، ولا "شيرين"الزاهدة في القبول بالعروض السينمائية، حيث ما تزال تتمتع بجمال خاص رغم إقترابها من الخمسين، ما يجعلنا نعجب بما قدماه لكن في"خارج الخدمة"كانا إكتشافاً حقيقياً كممثلين، نعم قدّما دورين في منتهى الإجادة، مع كاستنغ مثالي راهن عليهما وربح الرهان بإمتياز. هو غاب عن أدواره اللاهية التي قدمته عابثاً لا مبالياً مع زيادة في الطين بلة كانت مشاكل حمل إحدى الصبايا منه ورفضه الإعتراف لاحقاً بالمولودة، ومع ذلك إتصل به المخرج "كامل"عارضاً عليه الدور فقبل وخضع لتدريبات كثيرة أثمرت ما شاهدناه من أداء ممتاز. وهي كانت معظم شخصياتها على الشاشة فتاة بورجوازية، أو هي لئيمة لا تطاق رغم جمالها، مع ذلك أبلغنا المخرج الذي إلتقيناه بعد العرض في القاهرة، بأن"شيرين"تهيبت الدور في البداية وبعدما قرأت قالت له: شكراً على ثقتك. ومن خصوصيات نص "عمر سامي" أنه الأول له، ونأخذ من خلال الشخصيتين العبرة من أفواه المدمنين الحشاشين، عن الشباب ، الأمن، المستقبل، المرأة ، الحالة الإقتصادية بعد خمس سنوات ثورة ، وصولاً إلى فوضى المطالب الشعبية غير المترابطة وأولها: رغيف العيش. شريط خاص مختلف فيه ثراء في الصورة والنص والممثلين الرئيسيين.