الجندي الأميركي"دوس" هزم اليابان في"أوكيناوا"

وقائع حقيقية بالكامل، رصدها كاتبا السيناريو"روبرت شنكان"و"آندرو نايت" في شريط " haksaw ridge" الذي أعاد النجم والمخرج ميل غيبسون للوقوف خلف الكاميرا لأول مرة منذ عشر سنوات حين صوّر"apocalypto" ثم إنقطع عن النشاط الإخراجي، بفعل موقف المنتجين اليهود منه بعد تصريحاته المعادية للسامية ولم ينفع إعتذاره منهم أبداً.

ملصق الفيلم ويبدو دسموند يحمل جريحاً في اوكيناوا

القضية التي يطرحها الفيلم لا تتجانس وواقع الحروب الدائرة اليوم، إنها ببساطة شديدة تتناول واقعة مسجّلة في التاريخ العسكري الأميركي الجديد، عن الجندي "ديسموند دوس" ويجسده على الشاشةالممثل الأميركي "آندرو غارفيلد"(31 عاماً). شاب تطوع في الجيش الأميركي للعمل في مجال الخدمات الطبية، لكن القيادة العسكرية إحتاجت لعناصر مقاتلة ففصلته لكنه رفض إستعمال السلاح، أو التعرض لأحد من أفراد العدو بالأذى، فإستدعي للمحاكمة عسكرياً، وبدل الإقتصاص منه وصلت ورقة إيضاحية من البيت الأبيض تفيد بحق الجندي في عدم إستعمال السلاح وبالتالي يبرّئه القاضي من تهمة عدم الإلتزام بأوامر الضباط المسؤولين عنه.

 

"ديسموند"الثابت على موقفه حاز موافقة القيادة على عدم حمل السلاح والإكتفاء بمعالجة الجرحى في ساحات القتال، وهو أمر أثلج قلب خطيبته دوروثي( الرائعة تيريزا بالمر) التي ظلت وفية له وتابعت إلتحاقه بالقوات المقاتلة في جزيرة "أوكيناوا" عام 1945مباشرة بعد هجوم "بيرل هاربر" الذي حفّز الحلفاء على تجهيز قواهم والضرب بشكل مضاعف على أكثر من جبهة، ومنها "أوكيناوا"، ويعترف الفيلم بإبادة اليابانيين المدافعين عن الجزيرة لعدة كتائب أميركية، لكن الإلحاح في إحتلالها جعل اليابانيين ينهزمون وتستسلم آخر عناصرهم، بعدما قام العشرات منهم بالإنتحار طعناً بالحراب، حتى لا يقعوا في الأسر.

 

الجندي"دوس" كان بطل المعارك المتتالية، لأنه لم يترك جريحاً أو مصاباً مرمياً في ساحة المعركة، بل هو إستمات وتحت نار القذائف وأزيز الرصاص من إنقاذ العشرات وإيصالهم إلى سيارات إسعاف بعيدة عن مرمى القناصة وجحيم المعارك التي نعتبرها أفضل ما شاهدناه على الشاشة كتنفيذ مقنع ومؤثر، قدّم لنا المناخ الحربي واقعياً مئة في المئة مما أدخلنا في صلب الأحداث كما تجري ميدانياً، والذي أدهشنا أن فريقي المؤثرات الخاصة والمشهدية بقيادة دان أوليفر، و ديفيد بوث، لم يزد عن 30 متخصصاً فقط وأعطوا نتيجة مذهلة على الشاشة، جعلت من ديسموند،"طنسة"( تطوّع جندياً وراح يُسأل ماذا يفعل إذا ما هاجمه العدو كفرقة أو كتيبة، فرد: ألا يوجد غيري في الجيش) الجيش الأميركي لأنه بدا وكأن الأميركيين لم يربحوا في "أوكيناوا"لولا "ديسموند"، وقد ظهر ديسموند الحقيقي على الشاشة في شبابه كما وهو متقدم في السن ووفاته قبل عشر سنوات.

 

الشريط صوّر في أوستراليا( سيدني، ونيو ساوث ويلز) بميزانية عادية لفيلم ضخم لم تزد عن 45 مليون دولار، وظهر في فريق العمل الإبن السادس للمخرج ميل غيبسون: ميلو، في دور "لاكي فود".

اخترنا لك