50 سجينة تونسية ناقشن فيلم "نحبك هادي"، أفضل من النقّاد
إنها الحقيقة، فاجأتنا عدة سجينات في سجن "منّوبة" (45 كيلومتراً غرب العاصمة تونس) بالمداخلات التي ناقشن من خلالها حيثيات الفيلم التونسي "نحبك هادي" للمخرج محمد بن عطية الذي حضر مع بطله "مجد مستورة" العرض الخاص الذي أقيم للسجينات في إحدى قاعات السجن التي غصّت بأربعين امرأة شابة دون الثلاتين وعشر فوقها، من ضمن فعاليات الدورة 27 من "أيام قرطاج السينمائية".
رغبت إدارة المهرجان في توسيع نطاق الاهتمام بالسينما في
كل القطاعات الاجتماعية، فوضعت في اعتبارها نزلاء السجون وأهمية أن يصل هذا الفن
إليهم، وخصوصاً النساء اللواتي ابتلين ببعض المخالفات القانونية ودخلن السجن
لسنوات، وكانت فرصة لنا أيضاً خلال وجودنا في ضيافة المهرجان أن نرافق الفريق
الإعلامي الذي زار "سجن منّوبة للنساء" حيث عرض شريط "نحبك
هادي"، وبعد استراحة قصيرة، بوشر عرض الفيلم، ولأننا شاهدناه في عرض خاص
سابق، استغلينا الوقت في الاستفهام عن بعض الأمور التي ترتبط بالسجينات اللواتي
أدهشننا، فكان هذا سؤالنا الأول حين استقبلتنا مديرة السجن العقيد "جميلة
صميدة" في مكتبها، وردّت بأسف:
"كلامك صحيح. لكن معظمهن من اللواتي انخرطن في جو الإرهاب السائد في المنطقة، هي النسبة الأعلى يليها اللواتي ذهبن في مجال المخدرات، والحمد لله فإننا نجحنا في إصلاح ذات البين بين الفتيات ومجتمعهن". وسألناها: لاحظنا أن ثلاث سجينات على الأقل يحتضنّ أطفالاً، لماذا؟ وهل ولدنهم خلف القضبان؟ هنا أكدت أن "هناك أسباباً ضاغطة أوصلتنا إلى هذه النتيجة . لكنني أؤكد لك أنني لا أستطيع النوم في بيتي وهناك سجينة أمّ بعيدة عن ابنها، وللتوضيح فقط قمنا بإستحداث أجنحة على شكل بيوت سكن تقطنها الأمهات مع أبنائهن، ورغبتنا بسيطة ألاّ يرى الأطفال القضبان في أول حياتهم وهم لا ذنب لهم". وبعدما واكبنا عملية التحضير لحفلة أقيمت بعد قليل وقادها عزفاً على الأكورديون الملازم أول في البوليس إسكندر كرادة وأدّت 13 صبيّة من السجينات عدداً من الأغنيات التراثية والموشحات، كانت العقيد صميدة تقطع قالب الحلوى الخاص بالمناسبة، وهي أبلغتنا أن "كل ما يقدم للضيوف والعاملين هو من صنع السجينات، لأننا نفهم السجن نموذجاً للإصلاح والتربية وإعادة السجينة إلى إطارها الذي يجب أن تكون فيه". "نحبك هادي" شريط عاطفي اجتماعي في ساعة و28 دقيقة، نال جائزة أحسن أول فيلم من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وهو يتناول حياة الشاب العازب والمقبل على الزواج هادي (مجد مستورة) والذي يعمل كمندوب مبيعات، ومن سوء حظه أن والده توفي وباتت السلطة في يد والدته التي تحاول إلغاء شخصيته وتزويجه من فتاة لم يعرفها قبلاً، ولم يجبها. لكنه وقبل حفل الزفاف يتعرف إلى شابة مختلفة أحبها وهي تعيش في فرنسا، فانتفض على أمه ورفض الزواج من عروسه، ثم وفي اللحظة الحاسمة اعتذر من حبيبته لأنه لن يسافر للعيش معها في فرنسا. الذي جعلنا ننتبه إلى نباهة السجينات ما قالته إحداهن وهي تخاطب المخرج كاتب السيناريو: "وهل ما زال بيننا شباب تحت رحمة أمهاتهم، كان على السيناريو أن يكون منطقياً أكثر". وقالت أخرى: كان الممثلان ( مجد مستورة وريم بن مسعود) في غاية الانسجام لماذا لم تتوّج علاقتهما بالزواج؟ هنا لم تكن صادقاٌ. المخرج خاطب الصحافيين أولاً وقال لهم: "هل سمعتم الآراء جيداً؟ إنها مادة الفيلم". الفيلم جميل وعميق ويصعب نسيانه.
"كلامك صحيح. لكن معظمهن من اللواتي انخرطن في جو الإرهاب السائد في المنطقة، هي النسبة الأعلى يليها اللواتي ذهبن في مجال المخدرات، والحمد لله فإننا نجحنا في إصلاح ذات البين بين الفتيات ومجتمعهن". وسألناها: لاحظنا أن ثلاث سجينات على الأقل يحتضنّ أطفالاً، لماذا؟ وهل ولدنهم خلف القضبان؟ هنا أكدت أن "هناك أسباباً ضاغطة أوصلتنا إلى هذه النتيجة . لكنني أؤكد لك أنني لا أستطيع النوم في بيتي وهناك سجينة أمّ بعيدة عن ابنها، وللتوضيح فقط قمنا بإستحداث أجنحة على شكل بيوت سكن تقطنها الأمهات مع أبنائهن، ورغبتنا بسيطة ألاّ يرى الأطفال القضبان في أول حياتهم وهم لا ذنب لهم". وبعدما واكبنا عملية التحضير لحفلة أقيمت بعد قليل وقادها عزفاً على الأكورديون الملازم أول في البوليس إسكندر كرادة وأدّت 13 صبيّة من السجينات عدداً من الأغنيات التراثية والموشحات، كانت العقيد صميدة تقطع قالب الحلوى الخاص بالمناسبة، وهي أبلغتنا أن "كل ما يقدم للضيوف والعاملين هو من صنع السجينات، لأننا نفهم السجن نموذجاً للإصلاح والتربية وإعادة السجينة إلى إطارها الذي يجب أن تكون فيه". "نحبك هادي" شريط عاطفي اجتماعي في ساعة و28 دقيقة، نال جائزة أحسن أول فيلم من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وهو يتناول حياة الشاب العازب والمقبل على الزواج هادي (مجد مستورة) والذي يعمل كمندوب مبيعات، ومن سوء حظه أن والده توفي وباتت السلطة في يد والدته التي تحاول إلغاء شخصيته وتزويجه من فتاة لم يعرفها قبلاً، ولم يجبها. لكنه وقبل حفل الزفاف يتعرف إلى شابة مختلفة أحبها وهي تعيش في فرنسا، فانتفض على أمه ورفض الزواج من عروسه، ثم وفي اللحظة الحاسمة اعتذر من حبيبته لأنه لن يسافر للعيش معها في فرنسا. الذي جعلنا ننتبه إلى نباهة السجينات ما قالته إحداهن وهي تخاطب المخرج كاتب السيناريو: "وهل ما زال بيننا شباب تحت رحمة أمهاتهم، كان على السيناريو أن يكون منطقياً أكثر". وقالت أخرى: كان الممثلان ( مجد مستورة وريم بن مسعود) في غاية الانسجام لماذا لم تتوّج علاقتهما بالزواج؟ هنا لم تكن صادقاٌ. المخرج خاطب الصحافيين أولاً وقال لهم: "هل سمعتم الآراء جيداً؟ إنها مادة الفيلم". الفيلم جميل وعميق ويصعب نسيانه.