محمد فوزي يعيش في البال منذ 50 عاماً
لاشك بأنه أحد المجدّدين في الأغنية العربية، أدخلها بهدوء في العصرنة، ولم يخرج الجيد منها من إنتمائها الأصيل، تعب الفنان محمد فوزي كثيراً لكي يعثر على مكان ومكانة بين كبار العصر الذهبي في مجالات الغناء والتلحين والسينما، واليوم وبعد مرور 50 عاماً على رحيله عن 48 عاماً متأثراً بالسرطان يبدو ساكناً في بال السمّيعة العرب.
فوزي تنقل بين مرابع الأختين رشدي، وبديعة مصابني، و فاطمة رشدي، وإرتبط بصداقة مع الكبيرين: فريد الأطرش، ومحمد عبد المطلب، وكلما سئل عن رسوبه كمغن في إمتحان الدخول إلى الإذاعة يرد: "حصل خطأ ما جعلهم يرفضونني، وأنا سعيد بذلك لأنه حفّزني على الإجتهاد لكي أكون أفضل مما رأتني اللجنة فيه". وهذا ما دفع فوزي لأن يركز على السينما التي لعبت على شكله المختلف عن باقي النجوم، وبات فتى أول بوسامته عند بنات حقبة الأربعينات والخمسينات إستناداً إلى أدواره في:فاطمة، ماريكا، وراشيل، آه من الرجالة، غرام راقصةـ الزوجة السابقة، يا حلاوة الحب، إبن للإيجار. سياسة التأميم أفقدته شركتيه للإنتاج الغنائي والتلفزيوني مما إنعكس سلباً على وضعه الصحي، الذي إنتكس وأوصل وزنه إلى 36 كيلوغراماً فقط، وتبين أن السرطان في العظام بلغ أشدّه، ولم تعد المعالجة تجدي، وعانى كثيراً من الأوجاع التي إنحصرت في عظامه وأطلق على مرضه إسم محمد فوزي وتعريفه: تليّف الغشاء البريتوني الخلفي، وغلبه المرض في 20 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1966،تاركاً ثلاث زوجات بينهن الفنانة مديحة يسري، التي أنجب منها عمرو، مع 4 أبناء آخرين.