الجزائر تمنع 131 كتاباً و4 دور نشر

ربما لا يكون معرض الجزائر الدولي للكتاب من المنابر الأولى في التعاطي مع الكتب وحمايتها، لكنه يشكّل منصة محترمة في المحيط المغاربي الذي يتوق لتلقف كل ما هو عربي، كما حصل حين ثارت في عالمنا موجة الدبلجة إلى العربية وتهافتت على الحلقات كل المطات المغاربية فقط من أجل اللغة العربية الفصحى المعتمدة في الحوارات.

معرض الجزائر الدولي للكتاب سنة 2016

 الدورة 21 من المعرض تقام بين 26 تشرين الأول/أكتوبر الجاري و5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وأفاد المشرفون على التظاهرة بأن المشاركات في أفضل حال مما يؤكد أن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح مع هذا الإقبال الرائع، لكن الصورة عادت وإهتزت مع مصادرة السلطات الجزائرية 131 كتاباً "يحرّض على العنف والإرهاب والقتل"، وفق لجنة مستقلة لا تتدخل الدولة في عملها، وتتألف من مثقفين وكتاب مستقلين، ومنع 4 دور نشر عربية من المشاركة في هذه الدورة على خلفية مخالفات إرتكبتها هذه الدور العام المنصرم.

 حتى الآن لم يصدر رد فعل من قبل إتحاد الكتاب الجزائريين على هذا المنع الذي يعيق التواصل مع الأفكار الجديدة المحلية والوافدة، في معرض يفترض التلاقح بين الأفكار، وطرح كل المسائل على طاولة النقاش، وهو أمر يربك المشرفين على التظاهرة، كونهم يؤكدون في كل مناسبة أن المعرض يتصف بخصوصية الإفساح في المجال أمام جميع المبدعين لقول ونشر ما يريدون من دون أي تدخل أو منع.

 السلطات أشارت إلى أن الممنوعين بإمكانهم التظلم لدى هيئة خاصة تُقرر بعد الإستماع إلى صاحب الشكوى ما إذا كان الحق إلى جانبه فتسحب قرار المنع وتسمح له مجدداً بعرض كتابه، مع التأكيد أن البيع بالجملة مرفوض تماماً قانونياً.