"فرقة الزمن الأصيل": 3 مغنين لم يضف إليهم "فغالي" شيئاً

أمضينا وقتاً طيباً مع ستة فنانين شكّلوا معاً ما أسموه "فرقة الفن الأصيل" في حفل ضخم وحاشد جداً تم تنظيمه في مربع "الأطلال بلازا" للتعريف بمناخ الفرقة التي تعتزم تقديم برنامج فني متكامل يجمع بين الغناء، والموسيقى، والطرائف(؟؟) والتقليد(؟؟) مع المغنين الجيدين الثلاثة:" جيلبير جلخ"، "جهاد محفوظ"، و"زينة أبي رعد"، والمقلّد الذي كان باهتاً في الحفل "باسم فغالي"، والعازفة الرومانسية"دنيا"، ومؤسس الفرقة " فرنسوا نعوم" الذي أعاد تذكيرنا بالبرنامج السلبي الذكر" لول" فلم نأنس لكل ما ألقاه علينا من "نكات".

المغنون الثلاثة على الخشبة معاً
وجوه إعلامية من كل المستويات والأطياف حضرت،وسط أجواء إيجابية جداً خيمت على القاعة الرحبة، وتبادل خلالها الزملاء عبارات المودة والإحترام، بينما كانت الموسيقى تعزف النتاج الرحباني الأليف والرائع ، وتتوالى الأغنيات بحنجرتي "جيلبير" و"جهاد" القادرتين فعلياً وبإجادة مع الألوان الشرقية الأصيلة، معهما فعلياً كان الزمن الأصيل حاضراً ومتألقاً، وهما أجادا في كل ما غنّياه، وأشعرا الحضور بأمان ومتعة الإستماع، وكان تنافسهما راقياً مع إنسجام في طبقتي صوتيهما، وتجويد ما يغنياه من صميم الروح، وحُقّ لهما قيادة الفرقة إلى بر الأمان، بحيث لا يشوش عليهما وعلى صدارتهما أحد في المجموعة، ولعبت "زينة" في المنطقة الفاصلة بينهما بهدوء وإنسجام.

العازفة "دنيا" ألهبت المشاعر بعزفها الحميم على "الساكسوفون"، وعرفت كيف تجد لها مكاناً آمناً للمناخ الكلاسيكي الذي إعتمدته في زحام الشرقي والبلدي الشعبي، والتجاوب الكبير مع مناخات وحوارات النتاج الرحباني، وعرف الجمهور أيضاً كيف يكافئ "دنيا" تصفيقاً، وكلمات مباركة مثل:برافو، و الله. أما المناخ المتعلق بالفنان "باسم فغالي" فكان في تلك الليلة خارج المزاج، لا الذي غناه ( لـ سلوى القطريب) ولا ما حاول تقليده (السيدة فيروز) وفّق به، لقد مرّت الفقرة الخاصة به سريعة، غير مؤثرة، وتحتاج إلى تنشيط ودفع إلى الأمام لكي يحظى بتجاوب الجمهور الحاضر لأن يتلقف الصور اللافتة والتفاعل معها مثلما تستحق وأكثر.

ورغم أن لـ "نعوم" جاذباً في صوته، وأسلوب كلامه، إلاّ أن ذلك لم يشفع له في الفوز ومباركة الحضور، كانت النكات التي ألقاها فجّة، وثقيلة الدم إضافة إلى قلة أدبها الصارخة في توصيف كل شيء، على أساس أن حضور السهرات لهم إهتمام عميق في هذا اللون من الكلام دونما ضابط أو رادع، ويفترض بنا لفت إنتباه "فرنسوا نعوم" إلى أن معظم ما ألقاه علينا لم يكن مضحكاً أبداً، ردة فعل واحدة كانت تبارك وتضحك بصوت عال من طاولة واحدة لا غير، بدت وكأنها من جوقة "نعوم".

الخلاصة أن البرنامج يحتاج إلى تعديل من خلال الملاحظات حسنة النية التي أشرنا إليها.