"الملوّنات" أسهمن بقوة في إنجاح مهمات الـ "ناسا" الفضائية
عديدة هي الأفلام التي تطلقها هوليوود( fences_ moonlight) مؤخراً وتتناول قضايا العنصرية، وضياع حقوق الملونين، وإنتفاضات جماعية للفوز بقوانين ترعى التوازن في المجتمع الأميركي. أحدث الأشرطة" hidden figures" للمخرج تيودور ميلفي، في 127 دقيقة من التفاعل الحي داخل مكاتب وكالةالـ "ناسا" الفضائية، بين ثلاث نساء ملوّنات ومجتمع أبيض لا يريدهن بالتساوي مع أفرده.
الشريط الجديد مأخوذ عن وقائع حقيقية حصلت في الستينات
وتتناول ما عانته ثلاث نساء ملوّنات هن: "كاترين"( تراجي
هنسن)"دوروثي" ( أوكتافيا سبنسر) و"ماري" ( جانيل مونا)،
إلتحقن بوظائف بسيطة في وكالة الفضاء الأميركية الـ "ناسا"، ونظراً
لوجود فصل عنصري أواخر الخمسينات وأوائل الستينات في أميركا، تعرقلت محاولاتهن
للإسهام ميدانياً في عمليات تطوير الأبحاث الفضائية لمنافسة الروس في تلك الحقبة
من الزمن، ولولا وصول الروسي "غاغارين" إلى القمر قبل الأميركيين لما قدّموا
تنازلاً وأعطوا فرصة للملونين كي يساهموا في الحسابات الفضائية خصوصاً
"كاترين" التي أسهمت بشكل فاعل وأساسي في تفادي الكثير من الحوادث بفعل
توجيهاتها العلمية المدروسة للقيمين على الرحلات الفضائية، إلى حد أن رائد الفضاء
المعروف "جون غلين" طلب منها شخصياً أن توافق على رحلته إلى القمرلكي
يحزم أمره.
قالت نعم. وأنجز رحلة كانت الأنجح، قي وقت عانت فيه
طويلاً إلى أن عرف المسؤول الأول عن عمليات الـ "ناسا"، "آل
هاريسون"( يلعب الدور بحرفية عالية كيفن كوستنر) بأن حمّامات الملوّنين بعيدة
عن المبنى الرئيسي 800 متر، فقام بتحطيم اللوحة الخاصة بالمنع، وبات يستمع إلى
"كاترين" ويأخذ رأيها في العديد من القضايا والمسائل، إلى أن إستطاعت
الحصول على إذن بدخول قاعة الدفاع والإستماع إلى المعلومات الخاصة جداً والمتعلقة
بالأمن القومي، التي تساعدها في عملها على الخرائط التي يهتدي بها رواد الفصاء في
مهماتهم، وسط حالة من الغضب الأبيض، تستغرب هذا الإحتضان لها، وتترصد خطأها للنيل
منها.
هذا التفوق ينسحب على زميلتيها "دوروثي"التي
أصبحت مسؤولة عن قسمها، و"ماري" التي إستحصلت على حكم قضائي سمح لها
بمتابعة دروس ليلية لكي تتقدم لرتبة مهندسة، ونجحت في ذلك، كما أن
"كاترين" صادفت من عوّضها النقص العاطفي في حياتها،إلتقت الكولونيل جيم
جونسون( الممثل الجيد ماهرشالا علي)وكان زواج بحضور أولادها الثلاثة. لكن لا مناص
من ذكر أن "كوستنر" أعطى قيمة وألقاً لدوره إنعكس إيجاباً على الفيلم،
المؤثر جداً، الذي جنى 145 مليوناً ونصف المليون دولارفي الفترة بين 23 كانون
الأول/ ديسمبر 2016 و17 شباط/فبراير2017 ، بينما بلغت كلفة تصويره 25 مليون دولار.