صعود رجل من ذوي البشرة السمراء من ظلمة الفقر إلى"ضوء القمر"
صحيح أن كل الكلام السينمائي حالياً يتركز على شريط واحد فقط هو" lala land"، إلاّ أن ذلك يترافق مع منافس قوي له هو" moonlight"( ضوء القمر) نص وإخراج "باري جنكنز"، الذي واجهه جائزة لجائزة في مهرجان "بافتا" الإنكليزي منذ أيام، متميزاً بحس خاص نابع من البيئة الأميركية الملونة، وعمادها العمل الدائم لبلوغ هدف الحرية.
المخرج جنكنز ومنذ أطلق" moonlight" ولجان تحكيم المهرجانات
مهتمة به، ويتردد بصوت عال أنه سيكون مفاجأة الأوسكارات في 26 شباط/فبراير الجاري، لما يتضمنه من أساسيات ألفباء حياة ومعاناة وآمال السود في أميركا خصوصاً
في النصف الثاني من القرن الماضي، الذي شهد حالات إستنهاض متلاحقة راحت تفتح
الأبواب لولوج حياة جديدة ومختلفة، بما فيها من جمالات وفرص حقيقية للتصالح مع
المحيط والعالم.
على مدى ساعة و51 دقيقة نواكب رحلة شقاء وصبرللرجل
النموذج "شيرون"(أشتون ساندرز)، منذ الطفولة المحرومة مع أم فقط من دون
أب، إنحرفت وتركت الصغير من دون طعام كاف، ومن دون توعية على شؤون وشجون الحياة،
فإذا به، ولد جبان يخاف من الجميع ولا يدري ما الذي عليه فعله. وتستمر معه هذه
الصفة إلى مرحلة المراهقة، فهو ما زال مصدر سخرية زملائه، يتطاولون عليه بالكلام
والضرب وهو لا يملك أي قدر من القوة أو الشجاعة للدفاع عن نفسه، وعاد آخر مرة
ووجهه خريطة كاملة من الكدمات والجروح الغائرة حتى عظامه، ومع تجربة عاطفية خاضها
مع صديق قريب يدعى "كيفن"( جادن بنير).
المرحلة الثالثة نحن أمام شاب مكتنز العضلات يمشي ثابت
الخطوة واثق الحديث يقود سيارة فارهة ويعرف ماذا يريد من الدنيا على أساس ما
إكتسبه من خبرة. فجأة يرده إتصال من صديقه "كيفن" المقيم منذ سنوات في
كاليفورنيا، لم يلتقيا منذ عشر سنوات، قاد "شيرون"سيارته وقصد صديقه
لأنهما يعيشان فراغاً إجتماعياً قاسيا مشتركاً، وكان اللقاء في المطعم الذي إمتلكه
"كيفن" ومنه ذهبا إلى منزل الأخير ليكونا معاً كما أرادا، من أي دور أو
ذكر للمرأة في حياتهما، لم يحب أو يرتبط أو يسعى أي منهما ليكون مع شريكة
حياة..فضّلا الشريك وحسب من دون ذكر الأسباب.