"مخدومين": عن الخدم ولا تظهر فيه خادمة واحدة

تكمن خصوصية الفيلم في أنه إحترم المرأة اللبنانية وكذلك العائلات، فلم يحمّل الطرفين أي مسؤولية عن الإساءات التي تداولتها أشرطة أخرى ضد العاملات، ووصلت الشفافية حد إحترام العاملات أنفسهن، والكلام المنطقي عنهن وعدم توجيه الكاميرا بإتجاههن.

ولا مرة ظهرت خادمة أمام الكاميرا
في وقت سابق جلد اللبنانيون أنفسهم، في ممارسة عادت بالأثر السلبي على سيدات البيوت،وتم إتهامهن بالتمييز العنصري في عدد من الأفلام المحلية، ومن حُسن الحظ أن شريطاً جديداً أعاد تصويب البوصلة،عنوانه"مخدومين"كتبه وأخرجه "ماهر أبي سمرا"، شاهدناه في عرض خاص بصالة "متروبوليس" ليل الأربعاء في 25 من كانون الثاني/ يناير الجاري قبل مباشرة عرضه الجماهيري الأول في 9 شباط/ فبراير المقبل على مدى 12 يوماً فقط في الصالة نفسها.

67 دقيقة في فيلم عن الخادمات ولا نرى أياً منهن، لكن كل الحديث عنهن، من خلال مشاهد تبدو مشهداً واحداً، لأن كل الأحداث تدور في أحد مكاتب الإستخدام، حيث تدور كل التطورات، التي بطلها "زين" صاحب المكتب الذي يحاول تيسير أمور كل النساء أو العائلات بشكل متواصل ، ولكل حالة خصوصيتها، من دون أي إنفعال أو تردد، لكننا نعرف من خلال الحيثيات أن عنده بموجب شروط التصريح له بإفتتاح مكتب إستخدام، ضرورة وجود غرفة خاصة لمنامة الفتيات اللواتي يتم إستقدامهن على إسمه، مع وجود موظفة آسيوية تستطيع التحدث بلغة الوافدات للتفاهم معهن.

ولا مرة ظهرت خادمة أمام الكاميرا أو أنها عبرت ولو في صورة على الحائط، أبداً كان الكلام عنهن كل الوقت، مدى الحاجة لوجودهن ، والغاية من خدماتهن، ودائماً رعاية الأطفال و إلتزام الأعمال المنزلية، هما من أهم الضرورات في طمأنة العائلات على الخدمات التي يحصلون عليها. بالمقابل كانت أعصاب "زين" لافتة في برودتها، فمهما سمع من طلبات وخبريات عن سلوك العاملات يناقش بهدوء، حتى هروب إحداهن من منزل مخدومها أو حصول فعل جرمي، لا يهزه لأن مرجعية الجميع عنده، وهو يتباهى بأن المكاتب، تتمتع بسلطة قوية عند رجال القانون والأمن، ودائماً يطلب من أصحاب القضايا الرجوع إلى المكتب لكي يحل المشاكل.

كاميرا الفيلم مسلّطة على كادر واحد طوال مدة العرض: المكتب ، مع إستثناء التحدث إلى الممثلة الرائعة برناديت حديب عن سمرتها، وكيف حاولت والدتها توجيهها لإعتماد وسائل تخفف من سمرتها، وتمنحها بعض البياض، في فيلم تكمن خصوصيته في أنه إحترم المرأة اللبنانية وكذلك العائلات فلم يحمّل الطرفين أي مسؤولية عن الإساءات التي تداولتها أشرطة أخرى ضد العاملات، ووصلت الشفافية حد إحترام العاملات أنفسهن، والكلام المنطقي عنهن وعدم توجيه الكاميرا بإتجاههن.

اخترنا لك