لبنان يفقد بابا نجوم التلفزيون والمسرح "سليمان الباشا"
لطالما ردد في جلساته العائلية والإجتماعية أنه عاش كثيراً، عندما بلغ الثمانين قال: "بيكفّي هالقد"، وبعد 5 سنوات أردف: "هيئتها طويلة"، وفي التسعين من عمره أسلم الفنان المخضرم سليمان الباشا الروح، تاركاً أناساً أحبهم، وطبيعة خلابة في بلدته الشوفية "دميت"التي تفرّغ لطبيعتها عشر سنوات كاملة شكّلت الجزء الحميمي من شخصيته العاطفية الرقيقة الودودة، رغم هامته الطويله ووجهه المتجهم الذي سرعان ما ينقشع عن إبتسامة طفولية بريئة.غادرنا الفنان الباشا.
-
الكاتب: محمد حجازي
-
المصدر: الميادين نت
- 7 كانون الثاني 2017 16:02
"سليمان الباشا" من الأسماء الراسخة في الأذهان كصاحب أدوار محترمة
كان ينادى تحبباً
وإحتراماً "يا باشا"، وهو يردّ: "طالع معكن واحد مصري"،
واللقب الذي أحبه اكثر"بابا" وتكاد الأعمال التي شارك فيها مسرحياً
وتلفزيونية تأخذه كلها في إتجاه صورة واحدة وهي الأب، ومنذ إلتحق بفرقة
"المحمصاني"، ثم "أبوملحم" وصولاً إلى آخر أدواره عام 2007 يوم
قرّر الإعتزال، كانت صورته الصارمة عن حق كأب لا يتهاون أمام أخطاء أبنائه، وتحولت
الوقائع إلى رسالة يلتزمها هذا الفنان في كل إطلالاته، ولعب في مسلسلات كثيرة دور
الأب لمعظم الفنانين الشباب في عصره.
تقلب الفنان
الراحل في العديد من المهن ، ثم المهمات الحزبية النقابية والخدماتية في الحزب
التقدمي الإشتراكي، وصولاً إلى خدمة زملائه الفنانين كنائب رئيس لنقابة الممثلين
في عهد الفنان "إحسان صادق"، وكان من شدة حبه للتمثيل لا يسأل عن أجر
أوبدل في الكثير من الأوقات، ويكاد يكون بمثل طهارة المولود حديثاً فلم يتخاصم مع
زميل أبداً، المواجهة البسيطة كانت مع الفنان "أديب حداد" على خلفية
التحدّث بالقاف،وهنا إرتأى عليه "أبو ملحم" عدم التحدث بها لأنه لا يجوز
أن يتحدث أحد الممثلين بالقاف أفضل من بطلها ومؤلفها.
"سليمان
الباشا" من الأسماء الراسخة في الأذهان كصاحب أدوار محترمة، تحمل مضامين
إيجابية ومبادئ لا تستوي الحياة الصحيحة من دونها.