مهرجان الأفلام الوثائقية ينتقل إلى المدارس والقرى في لبنان
السينما الفنية الوثائقية تنطلق من داخل الأسوار إلى خارجها لتنتقل من صالاتها المغلقة في قلب بيروت، إلى المناطق النائية والأرياف، حيث تجول بين المدارس والجامعات والمنتديات الثقافية وتصطحب معها أفلاماً متنوعة.
تنطلق السينما الفنية الوثائقية من داخل الأسوار إلى خارجها لتنتقل من صالاتها المغلقة في قلب بيروت، إلى المناطق النائية والأرياف، حيث تجول بين المدارس والجامعات والمنتديات الثقافية وتصطحب معها أفلاماً تتوغل في التنوع من باخ إلى أم كلثوم ومن تان تان إلى البيتلز.
وقد افتتح "مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية" في دورته الثالثة مهرجانه الثلاثاء في صالات سينما متروبوليس أمبير صوفيل في بيروت، والذي يستمر حتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر محدداً توجهاته بأنها ستكون تحت راية الحرية "حرية الابتكار والعيش والاستعلام والإدلاء بالشهادة".
وتحت هذا الشعار سيتبنى المسؤولون عن المهرجان أفكاراً لأفلام تتجسد فيها روح العمارة والرقص والموسيقى والرسم والتراث والحب والحياة.
أما المرحلة الثانية فهي تستمر حتى 25 تشرين الثاني/نوفمبر حيث تذهب الأفلام للقاء الجماهير بعيداً من العاصمة، حيث ينظم المهرجان عروضاً في مختلف المدارس والجامعات.
وقالت اليس مغبغب، مؤسسة المهرجان إنه "أصبح أكبر في عامه الثالث هذا العام"، مضيفة "لقد دخلنا هذه السنة إلى المدارس للمرة الأولى وذهبنا إلى نحو 100 مدرسة، واستطعنا أيضاً أن نعرض أفلاماً في 15 جامعة في لبنان وسيكون في الأسبوع المقبل 72 شاشة للتلاميذ وأصحابهم. كما استضافنا هذا العام 15 مركزاً ثقافياً في كل لبنان".
وأوضحت مغبغب أنه سيتم عرض أكثر من 200 فيلم خلال المهرجان وهي عروض لأفلام وثائقية من إنتاج 2016 و2017، وقالت إن هذه الأفلام "ستكون انعكاساً للأعمال الفنية في كل العالم من الرقص إلى الغناء إلى الأوبرا والهندسة المعمارية والتراث والمتاحف".
وتحرر المهرجان من الأسوار عندما اتجه إلى القرى النائية والفقيرة التي لا تصل بعضها الكهرباء فكيف بالأضواء السينمائية؟ ومن هنا صنف الناقد الفني روبير مغامس خطوة مغبب بأنها "رائدة وطليعية ونوعية".
وقال إنها "قادرة على أن تقدم البهجة للناس الفقراء الذين لا يملكون سبلاً للوصول إلى المدن، وليس لديهم في قراهم صالات عرض أو دور سينما".
وافتتح المهرجان الثلاثاء بفيلم "مايكل أنجلو، الحبّ والموت" للمخرج دافيد بيكرستاف. أما الموضوع الأساسي هذا العام فيدخل إلى تاريخ لبنان عبر فيلم وثائقي عن قلعة حاصبيا وآخر عن تاريخ صيدا من إخراج نقولا خوري، وفيلم ثالث لرامي قديح عن مغارة جعيتا وأفلام أخرى عن التراث اللبناني وأعمال المتاحف. وقالت مغبغب إن المهرجان "سيكرم المخرج اللبناني هادي زكاك الذي حاول كتابة التاريخ عبر الكاميرا".
وأضافت أن "الثقافة هي الحجر الأساس للحرية. لا نستطيع أن نتحدث عن الحرية ما لم يكن لدينا ثقافة ... الهدف من هذا المهرجان أن يفتح نظرنا على الإبداع في لبنان ويشعشع هذا البلد باستضافته للفن العالمي".
وسيتم خلال المهرجان عرض فيلمين من مصر واحد لكوكب الشرق أم كلثوم وفيلم عن الكنوز في مصر.
وكشفت مغبغب أن هذه "الكنوز من الصعب أن تراها لأن المكان مقفل لا يمكن الوصول إليه...وهناك أيضاً فيلم عن الليدي ليبرتي ويتناول تاريخها وهوية الفنان الذي صممها. هذا التمثال الذي يعني الحرية للعالم ولد في مصر وهذه رسالة لكل الجمهور في العالم نحن أغنى مما نتصور وجودنا مهم وتراثنا مهم ويجب أن نحبه ونحافظ عليه".
ويشارك المخرج بهيج حجيج في المهرجان من خلال فيلم "إنقاذ حاصبيا"، الذي يعتبره صرخة لتمويل القلعة التاريخية في جنوب غرب لبنان.
وقال لرويترز إن "هدف المهرجان الحفاظ على التراث الفني والثقافي والمعماري للبلاد لذا نشارك فيه. أنا اشتغلت على التراث الثقافي والفني وعملت مجموعة أفلام منذ التسعينيات وحتى اليوم".