المدينة والحنين محور لوحات العراقي هاشم حنون

غاليري "دار الأندى" في عمّان يستضيف معرضاً للتشكيلي العراقي هاشم حنون بعنوان "مدن الحنين". المعرض تناول مفردة "المدينة" وما تتضمّنه من معانٍ ترتبط بالاستقرار والحنين إلى الوطن.

"المدينة" والحنين إلى الوطن محور لوحات العراقي هاشم حنون

إستضاف غاليري "دار الأندى" في العاصمة الأردنية عمّان معرضاً ضمّ لوحات للتشكيلي العراقي هاشم حنون بعنوان "مدن الحنين".

اللوحات تتناول في مجملها مفردة "المدينة" وما تتضمّنه من معانٍ ترتبط بالاستقرار والحنين والبيت والأمن والحضن والوطن.

كما قدم حنون رسومات من وحي عمّان، المدينة التي أقام فيها نحو عقد من الزمن قبل أن يهاجر إلى كندا ويستقر هناك، محاولاً التقاط روح المكان المبثوثة عبر تفاصيل البيوت والعمارة والزخارف والأحياء والأدراج والشوارع.

وتشكل اللوحات جزءاً من ذاكرة المدينة التي مثلت محطّة عَبرَ منها الكثيرون نتيجة ظروف أجبرتهم على الهجرات والنزوح من الوطن.

فقد اختبرت عمّان هجرات متعددة في التاريخ المعاصر، من أبرزها الهجرات التي سببتها نكبة فلسطين، ونزوح العراقيين إليها في تسعينيات القرن العشرين.

ونُفذت اللوحات وفق تقنيات الرسم على القماش بألوان متعددة، تميل إلى أن تكون حارة عن رسم منطقة وسط البلد التي يعبّر الفنان عنها بتشكيلات لونية مفرحة وحيوية، حيث التمازج بين البرتقالي والأحمر والأصفر والأزرق، بحيث يخيل للناظر أنه أمام باقة من الأزهار الباعثة على الأمل والبهجة. كما تظهر الأبنية الممتدة على الجبال القديمة كأنها جزء من مشهد طبيعي خلاب.

وقال حنون إن معرضه الذي يستمر حتى 27 آب/أغسطس الجاري، هو "رسالة وفاء" لعمّان وتعبيرٌ عن حنينه إليها.

ويقدم حنون أعماله وفق أسلوب تجريدي يقارب أحياناً وجه المدينة ويرمز لها عبر ألوان متعددة وتشكيلات تعكس رؤيته للمدينة، ويلتقط من خلالها زوايا محدّدة؛ فهناك لوحة لوسط البلد من جاب جبل اللويبدة، حيث الشارع الصاعد إلى منطقة الدوار الأول، وفي لوحة أخرى يتجسد "مطعم هاشم" وهو من أقدم مطاعم عمّان، وفي لوحة ثالثة يصور الفنان "مقهى جفرا"، وفي رابعة يرسم "مكتبة الجاحظ" التي تقع أسفل الفندق الذي يحمل علامة ساعة من ماركة "رولكس"، كما تظهر في اللوحات تعرجات الشوارع وتفرعاتها، كشارع الشابسوغ وشارع الصاغة الذي تتوزع في

جنباته محلات بيع الذهب والمجوهرات.

يُذكر أن التشكيلي العراقي تخرج في كلية الفنون الجميلة، ونال جوائز منها "جائزة الشراع الذهبي" من بينالي الكويت السادس في عام 1979، و"جائزة فائق حسن" عام 1987، و"جائزة الفنان إسماعيل فتاح الترك" في عام 1996.