"أوبك": السحب من مخزونات النفط قد يؤدي إلى فائض في المعروض
منظمة "أوبك" تتوقع حدوث فائض في سوق النفط العالمية بسبب سحب عدد من الدول الكبرى من المخزونات النفطية على إثر دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى ذلك.
-
منظمة "أوبك" تتوقع حدوث زيادة كبيرة في فائض النفط العالمي
قال مصدر في "أوبك" إنّ المنظمة تتوقع أن يؤدي تحرك كبار المستهلكين للسحب من المخزونات النفطية إلى زيادة كبيرة في الفائض العالمي، في الأشهر القليلة المقبلة، وذلك قبل نحو أسبوع من اجتماع لاتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج.
وقد يُعقد ذلك عملية صنع القرار في منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، التكتل المعروف باسم "أوبك+"، رغم أنّ عدة مصادر قالت إنّه لم يجرِ نقاش حتى الآن بشأن وقف زيادات الإنتاج المزمعة.
واجتمع مجلس اللجنة الاقتصادية لـ"أوبك"، وهو فريق من الخبراء يقدم المشورة للوزراء، هذا الأسبوع، قبل الاجتماع الوزاري لـ"أوبك+" في الثاني من كانون الأول/ديسمبر.
وقال مصدر في "أوبك"، طلب عدم نشر اسمه، إنّ المجلس يتوقع أن يؤدي السحب من مخزونات النفط إلى زيادة الفائض في السوق العالمية بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً. وحذّرت "أوبك" في الأيام القليلة الماضية من فائض المعروض المتوقع في 2021.
وذكر المصدر أنّ المجلس يتوقع فائضاً بواقع 400 ألف برميل يومياً في كانون الأول/ديسمبر يصل إلى 2.3 مليون برميل يومياً، في كانون الثاني/يناير، و3.7 مليون في شباط/فبراير، إذا مضت الدول المستهلكة قدماً في عمليات السحب.
وقالت الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، إنّها ستسحب 50 مليون برميل من النفط من الاحتياطيات الاستراتيجية بالتنسيق مع عمليات مماثلة لدى الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وبريطانيا، في محاولة لتهدئة الأسعار بعد تجاهل "أوبك+" دعوات لضخ المزيد من الخام.
وأصيب بايدن، الذي يعاني من تدني شعبيته قبل انتخابات الكونغرس العام المقبل، بخيبة أمل بعد أن تجاهلت "أوبك+" طلباته المتكررة لضخ المزيد من النفط. وارتفعت أسعار التجزئة للبنزين في الولايات المتحدة بأكثر من 60% العام الماضي في أسرع معدل للزيادة منذ عام 2000.
وقدر بنك "غولدمان ساكس" الحجم الإجمالي لعمليات السحب بنحو 70 مليون إلى 80 مليون برميل، وهو ما يقل عن حجم الاستهلاك العالمي في يوم واحد، ووصف ذلك بأنه "قطرة في محيط".
وقاومت "أوبك+" دعوات واشنطن لبذل المزيد مع تراجعها التدريجي عن تخفيضات الإنتاج التي ستبلغ 3.8 مليون برميل يومياً في نهاية كانون الأول/ديسمبر.
وعملت المنظمة على زيادة الإنتاج المستهدف بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر منذ آب/أغسطس، قائلةً إنّ هذه الكميات كافية بسبب الفائض المتوقع أن تشهده سوق النفط خلال العام المقبل.
وأشار بعض محللي السوق، بما في ذلك "جي.بي مورغان"، إلى أنّ "أوبك" قد توقف زيادات الإنتاج مؤقتاً بعد السحب من مخزونات النفط من قبل كبار المستهلكين.
وقالت مصادر في "أوبك+" لوكالة "رويترز" إنّ المنظمة لم تبدأ بعد أي مناقشات بشأن وقف زيادة مزمعة في الإنتاج في كانون الثاني/يناير، فيما قال وزير النفط العراقي، اليوم الخميس، إنّ "أوبك+" يجب أن تلتزم بخطتها الحالية.