الجفاف يقضي على حقول القطن في تكساس
كان للجفاف الذي ضرب مناطق في الولايات المتحدة أثر كارثي في زراعة القطن في تكساس، إذ تسبب بخفض الإنتاج في الولاية بنسبة 58%.
تشكّل تكساس مصدراً لنصف إنتاج القطن الإجمالي للولايات المتحدة التي تمثل المورّد الثالث من القطن عالمياً بعد الهند والصين. وسينخفض الإنتاج فيها بنسبة 58%، في حين سيصل على المستوى الوطني إلى أدنى مستوى له منذ العام 2015، بانخفاض 21% على أساس سنوي، بحسب أحدث أرقام تقديرية أصدرتها وزارة الزراعة الأميركية.
وفي شمال غرب الولاية، حيث للقطن أهمية كبيرة وتندر المياه، قد تكون محاصيل العام 2022 "أحد أسوأ المحاصيل المُسجلة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة"، وفق دارين هدسون، وهو أستاذ في الاقتصاد الزراعي لدى جامعة "تكساس تيك".
ومع احتساب العواقب المتتالية على بقية قطاع النسيج، أشار هدسون، في آب/أغسطس، إلى أنّ الخسائر الاقتصادية التقديرية للمنطقة تبلغ ملياري دولار.
وضع محبط
في لوبوك التي تعد بمنزلة عاصمة محلية للقطن، سجّلت الأمطار التي تساقطت على مدى الأشهر الإثني عشر الفائتة قبل قدوم أمطار متأخرة في آب/أغسطس، معدلاً بلغ نصف المُسجَّل في العادة.
ويقول ساتون بايدج (48 عاماً): "لم نشهد أي نقطة مطر بين كانون الثاني/يناير وأيار/مايو". وتسببت قلة الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع بجفاف الأرض في فترة الزراعة.
ويضيف: "شهدنا بدءاً من أيار/مايو أياماً تخطت فيها درجات الحرارة الـ 37 درجة مئوية، فيما سجلت رياح بسرعة 50 كيلومتراً في الساعة، ما أدى إلى احتراق" المحاصيل كلها. وشهدت تكساس ثاني فصل صيف أكثر حرارة على الإطلاق.
واضطر بايدج إلى أن يحرث 80% من حقوله المدمّرة لتجنيبها الجفاف.
أما الـ20% المتبقية من الأراضي، فيشير بايدج إلى أنّ محاصيلها محدودة وثمارها صغيرة. ويقول: "ننظر في ما إذا كان من المربح إجراء الحصاد، أو سيتعين علينا ببساطة تدمير المحاصيل".
ويضيف بايدج الذي يتولى أيضاً رئاسة جمعية منتجي القطن في منطقة رولينغ بلاينز: "الوضع محبط إلى حد ما، إذ نعمل بجد طيلة السنة ونُعدّ حقولنا، ونضع الأسمدة، لكن لا تنمو المحاصيل".
أما باري إيفانز، الذي يعد الجفاف المُسجّل هذه السنة تاريخياً، فلن يحصد من أراضيه البالغة مساحتها 800 ألف هكتار والواقعة قرب لوبوك سوى ربع المحاصيل المروية.
ويقول إيفانز: "بصفتي مزارعاً في هذه الحقول المرتفعة في تكساس، أدرك أن هناك سنوات صعبة أحياناً، وهذا جزء من الحياة هنا"، مضيفاً: "لن ننسى عام 2011 بجفافه ومحاصيله السيئة".
وقد يكون حصاد سنة 2022 الذي ينتهي مع نهاية السنة أسوأ من محاصيل 2011. وهنا يُطرح السؤال التالي: هل الجفاف يحصل بوتيرة متزايدة؟.
يقول عالم المناخ كورتيس ريغانتي، من مركز أبحاث متخصص بالجفاف، إنّ المنطقة تشهد "ظروفاً أسوأ من تلك المُسجلة السنة الفائتة"، ويبدو أنها ستستمر طويلاً. لكنه يفضل أن يبقى حذراً، وألا ينسب أسباب هذه الظاهرة إلى التغير المناخي الذي يتسبّب بتكرار الظواهر المناخية الحادة وجعلها أكثر حدة.
ويقول مدير اتحاد مزارعي القطن في لوبوك، كودي بيسنت: "شهدنا على مدى السنوات العشر الفائتة 5 أو 6 سنوات من الجفاف، كانت واحدة أو اثنتان منها كارثيتين".
ويتساءل المزارعون في ما بينهم بعد أن لاحظوا أنّ "الصيف كان حاراً جداً" ما إذا كانت وتيرة موجات الجفاف تتزايد، على ما يوضح باري إيفانز.
ويضيف أنّ هذا التساؤل يمثّل "موضوعاً رئيسياً في النقاش".
ويرى المزارعون في تكساس، وهي الولاية التي تضم عدداً كبيراً من الأشخاص المشككين في ظاهرة التغير المناخي، أنّ ما يحصل في الواقع هو تكرار في الدورة المناخية.
وفي انتظار أجوبة على تساؤلاتهم، يحاول كل مزارع بأفضل ما يمكن أن يبقي أراضيه رطبة.