بريطانيا: المعارضة تسخر من مقاربة جونسون غير المتصلة بواقع الأزمة المعيشية
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يتحدث عن خطط حكومته لمساعدة الأسر على مواجهة تكلفة المعيشة، والمعارضة تعتبر تصريحاته "غير متصلة بالواقع".
-
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
وعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، بالقيام بـ"كلّ ما يُمكن" لمواجهة ارتفاع تكلفة المعيشة، الأمر الذي يشكّل قضية رئيسية في الانتخابات المحلية هذا الأسبوع، غير أن المعارضة سخرت من مقاربته "غير المتصلة بالواقع".
وضرب جونسون في مقابلة عبر قناة "آي تي في" مثال امرأة تدعى تبلغ من العمر 77 عاماً، لا تأكل إلّا وجبة طعام واحدة يومياً بسبب ارتفاع سعر فاتورة التدفئة، وتقضي يومها في الحافلة لمحاولة الحد من ارتفاع فاتورتها، كون بطاقة ركوب وسائل النقل العام في لندن مجانية للمسنين. وتابع قائلاً: "مجانية هذه البطاقة هو أمرٌ أنا من اعتمده".
وأكّد أن حكومته تقوم بـ"كلّ ما يمكن" و"أشياء كثيرة إضافية" لمساعدة الأُسر على مواجهة ارتفاع تكلفة المعيشة، مع حزمة مساعدات بقيمة 9 مليارات جنيه استرليني (10.7 مليار يويو).
لكنّ جونسون أقرّ في الوقت نفسه بأن "هذه المساهمات من دافعي الضرائب لن تكون كافية على الفور لتغطية تكاليف الجميع".
واستبعد رئيس الوزراء البريطاني فرض ضريبة استثنائية على شركات الطاقة التي طالبت بها "المعارضة"، معتبراً أن ذلك "سيضر بالاستثمارات". وحذر من أن "زيادة الدعم المالي من قبل الدولة قد يسرع من حدوث مزيد من التضخم".
هذا وعلّق النائب جوناثان آشورث، المكلّف بشؤون العمل داخل حزب العمّال المعارض، على إجابة جونسون، معتبراً أنها "تظهر كم أنّ رئيس الوزراء غير مرتبط بالواقع"، واصفاً إياه بـ"النرجسي".
وأضاف: "من المخجل جداً ألّا يكون للمتقاعدين خيار آخر غير قضاء يوم كامل في الحافلة لتجنّب زيادة فواتير التدفئة في منازلهم، أو أن يُتركوا وهم يرتجفون تحت الأغطية وألّا يأكلوا إلّا وجبة طعام واحدة يومياً".
المملكة المتحدة تواجه تضخّماً متسارعاً
يشار إلى أنّ المملكة المتحدة تواجه تضخّماً متسارعاً بلغ مستويات قياسية منذ 30 عاماً.
وسجّل التضخّم في بريطانيا 6.2% في شهر شباط/فبراير الفائت، في أعلى مستوى له خلال 30 عاماً بعد أن كان أعلى رقم وصل إليه تمّ تسجيله في آذار/مارس 1992، وبلغ 5.5%.
وأظهر استطلاع للرأي أنّ 23% من البريطانيين يواجهون صعوبة في دفع فواتيرهم، في ارتفاع من نسبة 17% تمّ تسجيلها في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، فيما سيكافح 43% منهم لدفع فواتير الطاقة.
وفي السياق، كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الاثنين، عن عدد من المشاكل التي بات البريطانيون يواجهونها، لم تشهدها بلادهم منذ عام 1956، جراء الارتفاع الشديد في أسعار الوقود والتضخّم وانخفاض دخل الأسرة.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإنّ أسعار المواد الأساسية في بريطانيا ترتفع الآن بأسرع وتيرة لم تشهدها خلال الثلاثين عاماً الماضية، في حين أن القفزة في تكلفة المعيشة مقلقة بشكل خاص لكبار السن وغيرهم من المواطنين ذوي الدخل المنخفض أو المحدود.
وكشف التقرير أنّ العديد من الأشخاص الذين خفّضوا الإنفاق بالفعل، باتوا مضطرين إلى مراجعة ميزانيات أسرهم مرة أخرى، والامتناع عن عدد من المواد الغذائية، وفي الحالات القصوى، حتى قطع الكهرباء والغاز مؤقتاً، كما أفاد ممثلو منظمات حقوق الإنسان.
يذكر أنّ البريطانيون سيتوجهون الخميس المقبل إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية في انكلترا واسكتلندا وويلز التي ستكون بمثابة اختبار لحكومة المحافظين وبوريس جونسون الذي أضعفته أشهر من الفضائح المتتالية.