هل أصبح العمل من المنزل ضرورة مع انتشار فيروس كورونا؟

قامت العديد من الشركات في بعض دول العالم بنقل عمل الموظفين إلى منازلهم كإجراء وقائي للحد من نسبة انتشار الفيروس، لكن هل قد يتحوّل هذا الاجراء مستقبلاً إلى واقع يفرضه "كورونا"؟.

  • هل أصبح العمل من المنزل ضرورة مع انتشار فيروس كورونا؟
    موظف توزيع في مركز تجاري فارغ في الصين اليوم (أ.ف.ب)

وسط المخاوف الكبيرة من انتقال فيروس "كورونا" إلى وباء عالمي، أصبحت فكرة العمل من المنزل أكثر قبولاً من ذي قبل. 

الفيروس الذي قتل حتى الآن أكثر من 2700 شخص وأصاب أكثر من 81 ألف في أكثر من 30 دولة حول العالم، امتدت آثاره إلى سوق العمل، حيث لم تعد فكرة العمل عن بعد أو من المنزل مجرد رفاهية أو أفضلية في العديد الدول، بل أصبحت ضرورة، في وقت تحاول الحكومات والمنظمات الصحيّة احتواء الفيروس وإيجاد علاج له.  

وبالفعل قامت العديد من الشركات في الصين وكوريا واليابان بتحويل عمل الموظفين إلى المنازل، وذلك كإجراء وقائي للحد من نسبة انتشار الفيروس. 

اجتماعات العملاء وتنسيق المهام ومناقشة الخطط، يتمّ تنظيمها افتراضياً عبر تطبيقات دردشة الفيديو.  

وتحثّ المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الأميركيين على الطلب من مدارسهم وأماكن عملهم تطبيق خطط طوارئ، مثل العمل من المنزل، في حال اضطروا إلى محاربة انتشار فيروس "كورونا" أكثر. 

خلال شهر شباط/ فبراير الجاري، تحدثت سجلات 77 شركة عامة عن فكرة "العمل من المنزل"، وفقاً لمنصة البيانات المالية Sentieo، حيث ربطت الغالبية العظمى من تلك الوثائق الموضوع بفيروس كورونا.

الرئيس التنفيذي لشركة "علي بابا"، دانييل تشانغ، أكد للمستثمرين مؤخراً إن الأزمة "تمثّل تحدياً كبيراً جداً على المجتمع"، لكنها تمنح أيضاً برأيه "فرصة لتجربة طريقة جديدة للمعيشة وطريقة عمل جديدة". 

ويشكّل الأشخاص الذين يعملون عادة من المنزل حوالي 5% من القوى العاملة. الأمر المؤكد هو أن هذا الاتجاه قد ارتفع، وأن وباءً مثل كورونا لديه القدرة على تسريع تطبيق هذه الخطوة من خلال جعلها أكثر قبولاً عالمياً. 

رئيس مركز Global Workplace Analytics كيت ليستر، أكد أنّ هذا الرقم هو "دليل للشركات أنه يمكن تطبيق ذلك، وأنّ وجود أشخاص معتادين بالفعل على العمل عن بُعد، يجعل عملية الانتقال إلى هذا الأسلوب أسهل بكثير". 

ويوافق ستيف كينغ، وهو شريك في شركة للاستشارات في الولايات المتحدة، على هذه الفكرة، مؤكداً أنّ الوباء المحتمل أن يمتد بشدة عالمياً "سيكون له تأثير إيجابي على نمو مبدأ العمل عن بُعد أو من المنزل".

من المؤكد أنّ العمل من المنزل قد يساعد الموظفين على الهدوء أكثر، وقد يكون مفيداً للأشخاص الذين ترتكز أعمالهم على الكمبيوتر والانترنت. لكن الأمر سيكون أصعب بكثير للأشخاص الذين يعملون في مجالات أخرى، مثل الخدمات الغذائية أو التصنيع. مثلاً تحاول شركة  Foxconn وهي شركة إلكترونيات عملاقة، إغراء الموظفين للعودة إلى مصانعها في الصين بمكافآت كبيرة.

وتعتمد فكرة العمل عن بُعد، على المدة التي سيستمر فيها انتشار الوباء ومدى شدته. إذا توقف الوباء عن الانتشار بسرعة، فإن معظم العمال سيعودون إلى مكان عملهم وطريقة عملهم كالسابق.

ولكن، إذا انتشر الوباء أكثر واستمر لفترة من الوقت، فمن المحتمل حصول تحوّل أقوى وطويل الأمد إلى مبدأ العمل عن بُعد. 

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.