تقاذف اللوم بشأن بطء توزيع اللقاح في أميركا

يقول منتقدون إن الحكومة الأميركية أساءت إدارة عملية التوزيع من الأعلى إلى الأسفل. وألقى المسؤولون الفيدراليون والولائيون والمحليون باللوم على بعضهم البعض بسبب الخدمات اللوجستية الفاشلة ونقص التمويل.

  • طابور انتظار تلقي اللقاح للمسنين والعمال الصحيين في فلوريدا.
    طابور انتظار تلقي اللقاح للمسنين والعمال الصحيين في فلوريدا.

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن توزيع لقاحات فيروس كورونا قد انحدر في الولايات المتحدة إلى حالة من الاضطراب. إذ قد تنتهي صلاحية ملايين اللقاحات قبل أن تصل إلى المحتاجين.

وتوقعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يتلقى 20 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من لقاح "كوفيد -19" بحلول نهاية عام 2020. وكان الرقم النهائي حوالى أربعة ملايين. وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأنه تم تطعيم 365294 شخصاً فقط في دور رعاية المسنين ومراكز الرعاية طويلة الأجل، على الرغم من توزيع أكثر من 2.5 مليون جرعة على تلك المرافق.

ويقول منتقدون إن الحكومة الأميركية أساءت إدارة عملية التوزيع من الأعلى إلى الأسفل. وألقى المسؤولون الفيدراليون والمحليون وعلى مستوى الولايات باللوم على بعضهم البعض بسبب الخدمات اللوجستية الفاشلة ونقص التمويل.

يقول مسؤولو الولاية - الذين يكافحون للتعامل مع حالات تفشي المرض، وحملات الاختبار الجماعية، ووحدات العناية المركزة الفائضة، وتعقب المتصلين بالمصابين - إنهم بحاجة إلى مزيد من المساعدة من الحكومة الفيدرالية. والحكومات المحلية تغضب من قيود الولاية.

في مدينة نيويورك ، تلقى 110.000 شخص فقط جرعة لقاح، أي حوالى ربع العدد الإجمالي الذي تلقته المدينة. ودعا عمدة المدينة بيل دي بلاسيو حكومة الولاية، التي لديها تلقيحات محدودة للعاملين في مجال الرعاية الصحية وأولئك الذين يعيشون ويعملون في دور رعاية المسنين، للسماح لكبار السن والعاملين الأساسيين بتلقي اللقاح.

وأكد حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، أن المشكلة كانت قضية محلية، وحض السيد دي بلاسيو والقادة المحليين الآخرين على تحمل "المسؤولية الشخصية" عن أدائهم. كما هدد كومو بفرض غرامة على المستشفيات إذا لم تقم بزيادة معدل التلقيح.

وستوفر حزمة الإغاثة الفيدرالية لمكافحة الوباء البالغة 900 مليار دولار، تسعة مليارات دولار إضافية لتكاليف التلقيح. لكن الأموال ستصل بعد فترة طويلة من بدء الإدارات الصحية المحلية بتلقيح السكان. وتطال عمليات التباطؤ كل جزء من البلاد تقريباً.

ففي بورتوريكو، لم تصل شحنة اللقاحات إلى حين مغادرة العمال الذين كانوا سيعطونها لقضاء عطلة عيد الميلاد.

في هيوستن، تعطل نظام الهاتف التابع لإدارة الصحة في المدينة في اليوم الأول لعيادة التلقيح المجانية، بعد تلقي أكثر من 250000 مكالمة.

في ولاية تينيسي، اصطف كبار السن على الرصيف، متكئين على المشاة ولفوا أنفسهم بالبطانيات بينما كانوا ينتظرون إدارة الصحة في المقاطعة لفتح عيادتها المجانية. استنفدت العيادة إمداداتها من اللقاح قبل الساعة العاشرة صباحاً.

في فلوريدا، لا تزال مواقع توزيع اللقاحات غارقة في بعض الأماكن، حيث ينتظر الناس لساعات. وقال الحاكم رون ديسانتيس إن المستشفيات قد تقلل الإمدادات المستقبلية من لقاح فيروس كورونا إذا لم تقدم الجرعات بسرعة كافية.

ترجمة: الميادين نت

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.