"الميادين نت" يواكب تقنية "نانو" بجهد لبناني لمواجهة كورونا

"الميادين نت" بعد عرضه للانجازات اللبنانية الطبية في ما يتعلّق بأجهزة التنفس الهامة لمعالجة مرضى كورونا، في تقرير سابق، يتواصل مع د. وسيم جابر الذي كشف عن إنجاز جديد حصل على شهادتي فعالية عالمياً ومحلياَ.

  •  الانجاز العلميّ يدخل في إطار مكافحة "كورونا" عبر استخدام "تقنية النانو" 

في حمأة القلق الدولي من تسارع تفشي فيروس كورونا عالمياً، خاصة مع ظهور سلالات جديدة ومستجدة، تهجع الدول ومنظمات الصحة العالمية والإقليمية إلى تسقّط الأخبار المتعلقة باللقاحات الواقية منه أو انتظار تجربة من هنا أو هناك.

لكن يبقى السؤال: أين انجازات المؤسسات والأفراد؟ لماذا لا يسلّط الضوء عليها، خاصة في الدول التي لا تحسب بأنها في مصافِ الدول الكبرى.

هاكم هذا الإنجاز الهام من لبنان؛ البلد الذي أعلن منذ أيام فقدان السيطرة على ​فيروس كورونا​  المستجد، واضطر إلى الإقفال التام مجدداً.

إنجاز رفد به خريج الجامعة اللبنانية الدكتور وسيم جابر، من مدينة صور الجنوبية، وطنه علّه يكون بمأمن من خطر كورونا، أو على الأقل كي يجنبه "منّة" هذه الدولة أو تلك. هكذا كشفت مجموعة من الباحثين اللبنانيين تضم بالإضافة إلى جابر كلاً من الدكتور حسين جابر والمهندس محسن مؤمن، عن إنجاز علميّ يدخل في إطار مكافحة "كورونا" عبر استخدام "تقنية النانو".

جزيئات "النانو" لصدّ كورونا

"الميادين نت" وبعد عرضه للانجازات اللبنانية الطبية في ما يتعلّق بأجهزة التنفس، في تقرير سابق تواصل مع د. وسيم جابر الذي نوّه في البداية إلى أن هذا الانجاز حصل على شهادتي فعالية، الأولى عالمية من معهد فالنسيا للميكروبيولوجيا في إسبانيا، والثانية محلية من معهد البحوث الصناعية (IRI) التابع لوزارة الصناعة في الجامعة اللبنانية، إضافة إلى براءة اختراع لبنانية مصدرها مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد والتجارة.

ويسهب في شرح حيثيته فيقول "لقد استخدمنا تقنية جزيئات النانو وطبقناها على فيروس كورونا بعد دراسة الشكل الخاص بالفيروس وتركيبه البروتيني. بحيث تعمل هذه الجزيئيات على تدمير البروتين الخاص بالفيروس كما أن فعاليتها تدوم لأشهر على المسطحات. 

ومن المعروف علمياً أن فيروس كورونا (SARS-CoV-2) حساس وشديد العدوى وقادر على الانتشار بشكلٍ أساسي من شخص لآخر.. وينتشر أيضاً من خلال المسطحات عندما يلمس الشخص سطحاً يوجد عليه الفيروس من خلال عطس أو سعال شخص مصاب". 

ويضيف "لقد طوّرنا محلول طلاء مضاداً للميكروبات وفيروسات كورونا لجميع الأسطح مع مزيج فعال من الجزيئات النانوية النشطة التي أثبتت دعمها كمضاد للفيروسات من خلال الأبحاث العلمية التي أجريناها، ونحن اليوم مقتنعون تماماً بأدائها كمضاد لفيروس كورونا المستجد".

  • د. جابر: تعمل هذه  الجزيئيات على تدمير البروتين الخاص بالفيروس
    د. جابر: تعمل هذه الجزيئيات على تدمير البروتين الخاص بالفيروس

كيف يعمل المضاد؟ وكيف تمّت التجارب عليه؟

"لقد أظهرت الدراسات الحديثة أن فيروسات كورونا يمكن أن تظل قابلة للحياة أو معدية على الأسطح المعدنية والزجاجية والخشب والأقمشة والبلاستيك لعدة ساعات إلى أيام على الرغم من أن الفيروسات لا تنمو على أسطح غير حية. ومع ذلك ، من السهل نسبياً تدمير فيروسات كورونا بإستخدام مطهرات بسيطة بشكل آني ولكن فعاليتها لا تدوم لأكثر من دقيقة وعليه يجب التعقيم دائماً"، يقول جابر. 

ويشرح أن "وجود جزيئات النانو على الأسطح وثباتها يُعد إحدى الحلول الكبيرة على صد فيروس كورونا، بحيث تعمل على الفيروس بشكلٍ آني وفعّال؛ كما إن فعاليتها تدوم لأشهر وهذا ما تتميز به التقنية التي عمدنا إلى إستخدامها. وعندما نقول الأسطح، فإن تطبيق هذه التقنية سيكون في تطبيقات عديدة تمنع العدوى على سبيل المثال في: الأسطح بكافة أنواعها، المكيفات المنزلية وفي الطائرات، الماسك الطبي والقماشي، ملابس الأطقم الطبية وغيرها العديد من التطبيقات".

"قطع الطريق" على الفيروس

ويفنّد بقوله إن "الدراسات العلمية أثبتت أن البروتين التاجي المرتفع لـ كوفيد-19 يسمح للفيروس بالالتحام والارتباط ببروتينات سطح ACE2 للخلايا البشرية في المسار التنفسي، وبالتالي إصابة هذه الخلايا. 

 ويعد إرتباط البروتين التاجي أو ما يعرف بـ S-Protein مع البروتين السطحي ACE2 المضيف خطوة حاسمة للعدوى. تدمير الـ S-Protein الخاص بالفيروس يعني عملياً قطعنا الطريق على الفيروس من انتقاله للإنسان. 

لقد عمدنا إلى إنشاء طلاء سطحي نانوي ذي قيمة طاقة سطحية منخفضة نسبياً يمكنها صد وتدمير البروتين التاجي أو ما يُعرف بالـ spike protein ، وإلغاء النيوكليوتيدات الفيروسية وبالتالي تدمير الفيروس".

قدرة على تدمير أية سلالة جديدة

وإذ يشيد د. جابر بدور الجامعة اللبنانية الذي كان على مستوى المسؤول والمؤازر لهذا البحث ونجاحه، يؤكد أنه  "قادر على القضاء تماماً على فيروس كورونا وعلى البكتيريا على المسطحات، كما أن لهذا المنتج قدرة فعالة في تدمير أي طفرة جديدة (سلالة) من عائلة فيروس كورونا كالتي نشأت في بريطانيا مؤخراً ووصلت إلى بعض الدول".

يختم حديثه بالقول "من الطبيعي أن نحمي هذه المنتج وتركيبته وآلية استخدامه من خلال مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الإقتصاد والتجارة اللبنانية، لذلك عمدنا منذ اللحظة الأولى إلى التوجه نحو الأطر القانونية والرسمية التي تضمن الحماية لهذا المنتج و آلية عمله وتطبيقاته".

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.