• 

التجاعيد وترهل بشرة الوجه عارض طبيعي لعلامات التقدم في السن لا يمكن إيقافه، فعدّاد الزمن مستمر بالمضي والأمر محتوم. التجاعيد لابد لها من الظهور. بعين الطب التجاعيد ليست فقط دليل جمالي، بل هي أيضاً مؤشر لشيخوخة أعضاء الجسم والأجهزة الحيوية فيه، والنصيحة الأساس: الوقاية من التجاعيد أفضل بكثير من علاجها، وإن ظهرت وهي لا تزال سطحية فمن الممكن التقليل من تمددها أما إن كانت عميقية المظهر فعلاجها ليس سهلاً، وتحتاج إلى الإستعانة بالعلاجات الحديثة.

 

من أهم السبل لتأخير ظهور هذه الخطوط المزعجة شكلياً ومنع ترهل بشرتنا ممارسة تمارين رياضية مخصّصة لعضلات الوجه، ميزة هذه التمارين أنها تقوم بشد العضلات وإكساب الوجه نعومةً ورونقاً. الأمر لا يقتصر على السيدات، فهناك العديد من الرجال الذين يعانون من هذه المشكلة في سن مبكرة إما بسبب العامل الوراثي أو العوامل البيئية المحيطة، وإن دمجت هذه التمارين إلى روتينك اليومي فستحصل على نتيجة جيدة خلال أسابيع قليلة:

إقرأ أيضاً: انتبه لهذه الأعراض قد تكون علامة على التهاب العصب السابع

 

قبل بدأ التمارين لأي منطقة في الوجه، عليك غسل الوجه جيداً لتفتيح مسام البشرة وتطبيق كريم مرطب. هذه الخطوة الأولية مفيدة لتحصيل نتائج أفضل وأسرع. إليكم بعضاً من هذه التمارين اخترناها لكم لسهولة توضيحها وتطبيقها :

 

 

 

1-  تمارين لمنطقة الجبين (أعلى الحاجبين):

 

• قم بوضع أطراف الأصابع فوق الحاجبين.

 

• قم بتدليك بسيط وبشكل دائري (عكس عقارب الساعة).

 

• ولنتيجة أفضل قم بتحريك الرقبة إلى اليمين واليسار خلال التمرين.

 

• مدة هذا التمرين ثلاث دقائق، يقلل من الثنايا والترهلات في الجبهة.

 

2-  تمارين لشد المنطقة حول العينين:

 

• مدة التمرين 3-5 دقائق وهناك عدة تمارين يمكن ممارستها على عدة مراحل.

 

• دلّك الجفن العلوي والسفلي للعين بأطراف الأصابع بدءاً من الجزء الداخلي، وباتجاه الجزء الخارجي وبنمط متتابع.

 

• ضع السبابتين عند طرفي العينين ثم قم بسحب البشرة بلطف إلى الأعلى واتركها. يكرر هذا التمرين عشر مرات تقريباً.

 

• ضع السبابتين أسفل الحاجبين، واسحب البشرة إلى الأعلى، ثم قم بإغلاق العينين بنفس الوقت، يكرر هذا التمرين عشر مرات.

 

• من المفيد أيضاً توجيه عضلة العين مرة بالنظر لجهة اليمين ومرة أخرى إلى جهة اليسار لمدة 60 ثانية، أو حتى تطبيق شكل (المندهش) بحيث أن تفتح عينيك دون رفع الحاجبين كأن تنظر إلى نقطة معينة لمدة 10 ثوان. هي أيضاً تمارين مفيدة لشد عضلات العين وما حولها.

 

 

 

3-  تمارين الوجنتين (الخدود):

 

• ابتسم ابتسامة كبيرة وكرر هذا التمرين لعشر مرات متتابعة.

 

• يمكنك أيضاً استنشاق الهواء عبر الفم وبعمق، وقم بتنقيل الهواء داخل الفم من جانب لآخر كما لو انك تستعمل غسول الفم. هذا التمرين ينحت الوجه ويشد العضلات بشكل جيد ويكسب البشرة اللون الوردي.

 

 

 

4- تمرين لمنطقة الفم:

 

• ضع قلماً نظيفاً بين الشفتين. قم بفتح الفم وغلقه على القلم عدة مرات. يتكرر هذا التمرين لمدة دقيقة.

 

 

 

5- تمارين لعضلات الفكين ولشد الوجه بشكل عام :

 

• قم بوضع يديك على الوجه واضغط بلطف على كامل البشرة بأصابعك لبضع ثوان. سيساهم هذا التمرين بتنشيط الدورة الدموية. كما أنه يخفي آثار الإرهاق والتعب.

 

• كما أن مضغ العلكة أو تحريك الفكين بنفس طريقة المضغ يشد العضلات ويكسب البشرة رونقاً ونضارة.

 

• شفط الخدين إلى داخل الفم (تمرين شكل السمكة) لمدة 15 ثانية. هذا التمرين أيضاً يخفف الدهون في الوجه وينحت الملامح.

 

 

 

6- تمرين لشد الرقبة والذقن :

 

• حاول مد الشفة السفلية باتجاه الشفة العلوية بقدر ما تستطيع.

 

• ضع الإبهام على عظمة الذقن.

 

• قم بتدليك الذقن بحركة متتالية منتظمة باتجاه الرقبة.

إقرأ أيضاً: المساج: ماهي أبرز أنواعه وفوائده؟

 

ماهي العوامل أو الأسباب التي تساهم بظهور التجاعيد قبل موعدها الطبيعي أو تزايد عددها بشكل ملحوظ ؟

 

أولاً يجب التأكيد على أن المسبب الأول والعامل الأهم لتكون التجاعيد هو تعابير الوجه ! وهذا السبب يؤثر على بشرة الرجال والنساء بشكل عام , ثم تقوم العوامل الاخرى بتسريع تكونها : كأشعة الشمس والطقس الجاف والتي تسبب بتكسّر بروتين الكولاجين وتقلل من ليونة البشرة وتزيد من سرعة تشققها .

 

البشرة الجافة تتجعد بسرعة أكبر من البشرة الدهنية كما أن البشرة البيضاء تترهل بسرعة أكثر من البشرة السمراء .

 

أما عن التدخين ! فالحديث يطول , من الممكن القول أن أهم سبب يدفع السيدات للإقلاع عن التدخين هو زيادة التجاعيد أو الشيخوخة المبكرة خصوصاً حول منطقة الفم .

 

أيضاً حالة الفرد الصحية والنفسية تعد عاملاً أساسياً في ظهور خطوط التقدم بالسن , ويضيف أطباء الجلد بأن العامل الوراثي يلعب دوراً هاماً في هذا الأمر .

 

هناك بعض العادات الخاطئة التي تساهم في ترهل عضلات الوجه وزيادة التجاعيد , وكلما تجنبنا ممارسة هذه العادات ساهمنا في وقاية بشرتنا من الشيخوخة المبكرة :

 

قلة عدد ساعات النوم والسهر , اتباع نظام حمية سريع , نقص الفيتامينات والمعادن , نقص تعويض السائل , وتناول المشروبات الروحية بكثرة   كلها أنماط حياتية خاطئة تعود على صحتنا ومظهرنا بنتائج سيئة .

 

كما أن جفاف البشرة نتيجة نوعيتها أو ربما جفاف الطقس يساهم بتكون التجاعيد , وهنا تأتي أهمية كريمات الترطيب التي تحتوي على الكولاجين أو الألفا هيدروكسي أسيد ( AHA ) وأيضاً حمض الهيالورونيك, فهي ترطب الطبقات العميقة في الجلد , كما أن التعرض للغبار والأتربة وتجنّب حماية البشرة من عوامل الطقس السيئة وأشعة الشمس وأيضاً أجهزة التسمير المستخدمة في صالونات التجميل والتي تستعين بالأشعة الفوق بنفسجية لنحصل على لون بشرة برونزي, كلها أمور تساهم في تكون التجاعيد بسرعة .

 

إذاً العلاج الأساس يكمُن بالوقاية , ممارسة الرياضة بشتى أنواعها , وفي حال بدأت التجاعيد في الظهور فإن العلاجات متعددة ومتوفرة بدأً بالكريمات الطبية التجميلية مروراً بحقن البوتكس ( وهو علاج مؤقت ) إلى الإستعانة بالليزر ( وهو علاج فعّال للتخلص من آثار التجاعيد ) وربما تقشير الجلد، وإن باءت كل المحاولات بالفشل سنلجأ للجراحة التجميلية التي تعمل على إستئصال الجلد المترهل وشد التجاعيد، إلاأن هذه العملية تعتبر بمثابة حل مؤقت إن لم يتم تحسين شد العضلات تحت جلد الوجه بالتمارين الخاصة التي ذكرناها بداية.

 

الكثير منا يسعى للوصول إلى الكمال الخارجي. لابأس في تحسين مظهرنا، لكن هناك من يدفع مبالغ طائلة من المال لعلاج التجاعيد أو قد يعرض نفسه لخطر العلاجات التجارية غير الصحيّة، وقد نسي أن العامل الأساس للشيخوخة هو التقدم في السن. هذا السبب تحديداً لا يمكن ردعه.

 

هو أثر السنين. لا يمكن إخفاؤه، فخلال رحلة الحياة نستهلك أجسادنا وطاقاتنا ونعبّرعن مشاعرنا بالإبتسامة، الغضب، الحزن، ونبني مجتمعاً من جيل جديد. فلن ينمو جسد جديد إلا بفناء جسد من سبقه، إلا أن الروح تبقى معطاءة مهما كبرنا في السن. واعلم أن سر العبقرية هو أن تحتفظ بسن الطفولة إلى سن الشيخوخة، ما يعني ألا تفقد حماسك أبداً ( ألدوس هكسلي ).